الثقة بالنفس
الإستشارة :
انا شاب جزائري 31 سنة ، من تاريخ 2009 اعمل في شركة البناء ملكية ل ابن خالي عمره 35 سنة المشكلة أن حالتي المالية و المادية لا تتطور أبد بالمقارنة مع الشركة التي تطورت كثيرا . و كوني انا المحاسب القانوني في المؤسسة و اعرف الحالة الصحية للشركة ماليا و ماديا. لا اجد الجرأة للاستقالة كوني لست مرتاح و لا أريد مواصلة العمل في هذه الشروط.
الإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي أله وصحبه ومن والاه
أخي الكريم : أهلا ومرحبا بك في موقعك مستشارك الخاص، كما أشكر لك ثقتك في ما نقدم من النصح والتوجيه والإرشاد، وأدعو الله أن يحقق لك ما تتمني سعادة تملاء نفسك وزيادة تأملها من الرزق الحلال بإذن الله تعالي.
أخي الكريم : العقد شريعة المتعاقدين سواء كان بين من هم ذو صلة عائلية ببعضهم أم لا، ولا شك أن زيادة أرباح الشركة لابد أن يكون له أثر في أرباح من يعملون بها ولكن هذا يخضع للإتفاق فماذا لو خسرت الشركة هل يكون لصاحب العمل أن يؤجل رواتب الموظفين أو يخفضها لا ليس له ذلك إذا فالعبرة بما اتفقت عليه مع صاحب العمل,
أخي الكريم : من الممكن تعديل تلك الإتفاقات خاصة إذا لم يكن هناك عقد مكتوب أو مر علي ما اتفقتم عليه سنوات عدة وهي كفيلة بمراجعة ما تم الإتفاق عليه، ولابد أن يسبق تلك التعديلات تحديدك لما تراه مناسباً لك من الأجر الذي يناسب ما تقوم به من أدوار وما يسد حاجتك المادية.
في نقاط عملية أنصحك بالتالي :
- الرضا عن ربك فيما يرزقك به، وهذا لا يعني أبداً التوقف عن طلب المزيد من الخير والرزق الحلال.
- لا تجعل رباط العائلة والعلاقات الإجتماعية يحول دون مطالبتك بحقك ودون تردد.
- تحسين أدائك والإتقان في أداء كل ما يوكل إليك من أعمال هو أهم سبب يؤهلك لزيادة الدخل وتحقيق ما تتمني.
- قم بتسجيل وحساب ما تحتاج إليه من الدخل بحيث يتناسب مع قدرات الشركة المالية ووضعك الإداري داخلها.
- أحسن إختيار الوقت والمكان المناسب لفتح موضوع تعديل راتبك ودخلك من الشركة.
- لا تعرض الموضوع علي أنه واجب أو لا بديل عنه ولكن أعرضه من باب استكمال ما تريده وتحقيق الرضا الوظيفي واستخدم أفض العبارات والمعاني.
- اجمع في كلماتك بين الصدق والموضوعية في العرض للمشكلة والطموح والرغبة في الطلب الذي تريده.
- لا تفكر في الإستقالة أو ترك العمل دون وجود بديل يوفر لك ما تحتاجه من مصروفات أساسية ويكون محققا للحد الأدني لإحتياجاتك.
- قم بتحضير البدائل قبل الحديث عن تعديل اتفاقك مع صاحب العمل لتكون مستعدا إذا رفض طلبك وتجهيزك للبدائل قبل الحديث في تعديل وضعك يزيدك قوة في عرضك ويجعل أكثر ثباتا حين تناقش طلباتك من صاحب العمل.
- سواء أجاب صاحب العمل طلبك أو رفضه فلا تجعل هذا يؤثر إيجابا أو سلباً بعلاقتك الإجتماعية به.
- حسن مستواك عبر التدريب والتأهيل المستمر ولا تتوقف عن ذلك أبداً فأفضل إستثمار إستثمار المرء في نفسه عبر المزيد من المعرفة والخبرة وهذا ما يؤهلك حتما لنيل أعلي الدرجات الوظيفية وأفضل الرواتب والدخول المتميزة.
أخي الكريم : إن العمل فضل من الله وهناك كثيرون يعانون من البطالة والأرزاق ومنها الدخل المالي محض فضل الله تبارك وتعالي والأهم من حجم المال إجادة إستغلاله والقليل مع حسن الإدارة كثير بفضل الله جل وعلا، فأدم الشكر لنعمة العمل ونعمة الرزق الحلال ثم طور من نفسك وحسن مستواك ليزيد دخلك ويرتفع قدرك.
ختاماً : أدعو الله أن يشرح صدرك ويوفق وجهتك لما فيه الخير والرزق الوفير بفضله سبحانه ولا تنسي أخي الحبيب دوام الدعاء لل أن يزيدك من كل خير، فما الأرزاق والمال الا جزء من فضل الله سبحانه وتعالي والله تعالي يقول ” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ” وفي الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وسلم – أنه قال ” : لو أنكم توكلون على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا ، وتروح بطانا ” فأدم الذكر والدعاء والله يهديك لكل خير.