العمل على الديون
السؤال:
مشكلتي الديون كل شئ أقوم به أجبر علي الاستدانة علما اني سأحال علي التقاعد وخوفي الكبير أن أموت وأنا ملطخة بالديون علما أني زوجت ابنتي في الشهر الفارط ومازلت أعاني وأعلمكم اني صاحبة مدخول واحد فقط افيدوني بحل جزاكم الله خيرا.
الإجابة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
أختي الكريمة : مبارك زواج ابنتك وأسأل الله أن يبارك لها ولزوجها وأن يرزقهما الذرية الصالحة بفضله سبحانه وتعالي، وأزكي فيكي أختي الكريمة جهدك وبذلك وسعيك علي الرزق وحرصك علي سلامة صفحتك من الديون حين العرض علي الله تبارك وتعالي، كما أدعوه أن يسد دينك وأن يخفف عنك كل حمل وأن يزيل عنك كل هم إنه ولي ذلك وهو علي ما يشاء قدير.
أختي الكريمة : يقول النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله) رواه البخاري، وأحسبك ما استدنتي من أحد إلا ونيتك الأداء بإذن الله تبارك وتعالي، علي أنه لابد إذا ما أردتي تسديد تلك الديون إيقاف النزيف والإنتهاء عن الإستدانة ولو خلال فترة زمنية متوسطة المدي في غضون عام مثلا.
أختي الكريمة : ذكرت في حديثك أنك مدينة ولكنك لم تذكري بكم، وحساب وتحديد حجم ذلك الدين أمر في غاية الأهمية فكثير من الديون يتضاعف لأسباب عديدة إذا لم يكن محسوبا بدقة ولذا وجد الأمر القرآني الصريح بتسجيل الديون حتي بين الأهل والأقارب، كما أن تسجيل الديون بصورة واضحة سيجعل هناك آماد محددة للسداد وهذا ما سيعينك علي إدارة الدخل بصورة تساعد علي سداد الديون.
ولعلمي بما أنت عليه أنصحكي في صورة عملية أن تقوم بالتالي:
• الإستعانة بالله تبارك وتعالي: استعيني بالله تبارك وتعالي لسداد تلك الديون، بتقوية صلتك بكتابه تلاوة وتدبرا والحرص علي صلوات الفريضة خاصة صلاة الصبح ففيها تقسم أرزاق العباد وكذا السنن والأذكار والأدعية، وأذكركي أن بيده سبحانه خزائن السماوات والأرض.
• تسجيل الديون : لابد من تسجيل قيمة الديون بالتحديد، وأسماء الدائنين بصورة واضحة وبالأرقام وكذا تسجيل مواعيد السداد، فالآجال بيد الله وهذا أمر من الله لذا فيه كل الخير.
• مصارحة الأهل: لابد من مصارحة أهل بيتك بما تعانين منه وعدم انتظار أن يخبرهم أحد غيرك، وليشاركوا برأيهم ثم بمساعدتهم في سداد تلك الديون، أو علي الأقل المساعدة في تقليل وترشيد النفقات.
• ترشيد النفقات المنزلية: وهذا مهم جدا ويكون عبر تقليص الحاجات الكمالية والفرعية والتركيز في النفقة علي الأساسيات والضروريات.
• البحث عن مورد دخل جديد: لم تذكري أختاه أي مهارات تملكين ولا ما يملكه زوجك من مهارات قد تساعد في إضافة دخل جديد، والنصيحة البحث في ما تملكين من مهارات وكيف تستغلينها في ايجاد دخل جديد كالتطريز والمشغولات اليدوية أو الإلتحاق بعمل أخر بعد الخروج من العمل الحالي أو التفكير في فتح مشروع صغير علي أن تُعدي له خطة ودراسة جدوي جيدة.
• لا خاب من استشار: قومي بإستشارة من تثقين به من أقربائك وأصدقائك المقربين حول ما تعانين منه وما رأيهم في علاجه وكيفية التخلص من تلك الديون.
• الجمعيات التكافلية: إذا استطعتي أن تجمعي ديونك كله في دين واحد وجعلت منه رقم ثابت تسدديه بصورة شهرية ( قسط شهري ) كما يحدث في الجمعيات التكافلية فسيكون في هذا راحة نفسية ومادية كبيرة، حتي إذا كان ذلك مرهق لأخذه كثير من الدخل الشهري ولكنه بعد مدة سينهي كل الديون بصورة تامة بإذن الله.
• أديمي التواصل مع الدائنين: وأشعريهم دائما بشكرك لهم علي ما بذلوه لك من الخير والمعروف وطمأنيهم علي أموالهم لكي لا يتعجلوا في المطالبة بها أو الحديث عن ذلك لغيرهم.
أختي الكريمة : أسأل الله أن يعينك على أداء تلك الديون والتخلص من هذا العبء، وأذكرك أختاه بذلك الدعاء الشافي والمذهب للحزن والهم والدين حيث دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟ قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي، وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- هَمَّكَ، وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي، وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي.