السؤال :
انا اعاني من عدم الرغبة للذهاب الى العمل وايضا لا اجد المتعه داخله مما تسبب في اهمالي لعملي وتعرضي للتحقيق بسبب الغياب والتاخير ، وانا أشعر قي قرارة نفسي بان هذا العمل لا يناسنبي ابدا ولكن اين أذهب ما زلت متردد حائر لا أعلم ماهو العمل المناسب لي والذي سأستيقظ مبكرا من اجله , علما بانني أحب القراءة والكتابة واشعر برغبة ملحة في دخول المجال الإعلامي ، السؤال هو كيف أعرف العمل المناسب لي ؟
—————————————————
الإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أخي الكريم : بداية أشكر لك ثقتك فيما نقدم من النصح والمشورة ، وحسن عرضك لسؤالك بوضوح وإيجاز ولعل تلك الحالة التي تشعر بها قد صادفت الكثيرين غير أنهم سكتوا عنها وعاشوا حياتهم بتلك الرتابة المهنية ورضوا بالملل والضعف يغلف أعمالهم دون تغيير أو تعديل أو تطوير.
أخي الكريم : تحقيق الرضا الوظيفي هو حالة ينبغي أن تحرص علي تحقيقها وتسعي إليها ، والعمل الحكومي في الدول العربية من أكثر الأعمال التي يشكو الملتحقون بها من الرتابة وعدم الإمتاع ، أما العمل الإعلامي الذي تري في نفسك إقبالاً عليه وشغفاً به هو عمل مهم وذا بال ويوفر الحالة المزاجية والنفسية المتميزة غير أن مقابله المادي قد يكون غير مضمون خاصة بحديثي العمل به والمبتدئين فيه.
أخي الكريم : أري أن لا يكون همك ترك العمل الذي أنت عليه ولكن البحث فيه عما يدفعك لإجادته والقاعدة تقول ” أحب ما تعمل حتي تعمل ما تحب ” ومهما كان ما تقوم به من عمل رتيب أو ى تجد فيه الدافع الا أن له قدر وتأثير علي غيرك بصور متعددة ونفع مباشر وغير مباشر ويكفي أنك تكسب منه رزقك وتنفق منه علي حاجياتك وأهل بيتك.
أما عن العمل الإعلامي فأري أن تثقل مهاراتك فيه أولا ولا مانع من حضور بعض الدورات التدريبية في التخصص الذي ترغبه مع العمل ولو بصورة جزئية لدي بعض الهيئات الإعلامية المحترمة لإكتساب الخبرة علي ألا تتعجل في جني الربح حتي تتقن مهارتك وتقوي ملكاتك.
وإجمالا لما تقدم وبصورة عملية أنصحك بالتالي :
– العمل نعمة من الله والكثير من الناس يبحث عن العمل والرزق ولا يكاد يجده فأكثر من شكر الله علي نعمة العمل ولتكن نظرتك إيجابية حتي تحقق من العمل ما تحب وتتمني بإذن الله تعالي.
– الرضا الوظيفي جزء من حالة الرضي التي يسعي إليها الإنسان في حياته والتي لا تتحقق الإ بالإتصال بالخالق سبحانه وتعالي وقد أُثر قولهم ” كل وحشة يزيلها الأنس بالله “.
– لا تتعجل بترك عملك الحالي حتي لا تضطرب حياتك ويقل دخلك ؛ والنصيحة العملية أن تنتبه وتبحث داخل عملك عما يدفعك لإتقانه وليس كل عمل سئ ولا كل عمل طيب وإنما يطيب بنظرتك له ويسوء بمثل ذلك.
– قد يكون في تغيير موقعك داخل العمل والمؤسسة رغبة متجددة فيه كأن تترك عمل مكتبي إلي عمل ميداني أو العكس ومن الممكن مناقشة ذلك مع مدير أو زميل تجد تأنس برأيه وحكمته.
– ابدأ في البحث عن المراكز المعتمدة والمحترفة وتلقي بعضاً من الدورات التدريبية في المجال الإعلامي والتخصص الذي تحب البدء فيه.
– إلتحق بمؤسسة إعلامية محترفة وأعمل بها بشكل جزئي ولا تتعجل في كسب المال وليكن همك إتقان العمل وكسب الخبرة.
– إذا وصل الدخل من العمل الإعلامي إلي ما تحصل عليه من العمل الحكومي ووجدت نفسك قادر علي الإستغناء عن العمل الحكومي والعمل بدوام كامل في المجال الإعلامي فتوكل علي الله ، وإذا لم يتم لك ذلك الشرط فلا تترك عملك الحكومي حتي تحقق الشرط.
ختاماً أدعو الله أن يرزقك من العمل ما تحب وتتقن وتبدع فيه ويعود عليك بالخير النفسي والمالي الكثير وإن كان من وصية أخيرة فأدم الدعاء أن يزقك الله ما تتمني وهو سبحانه عند ظن عبده به فظن بربك الخير وستجد منه من تريد وفوق الذي تريد والله المستعان علي كل خير وهو الهادي لسوء السبيل.