السؤال:
انا فتاه عمري 28سنه والاخت الكبرى بالمنزل لاربعه شباب حيث ان والدي لا يمنعهم من ضربي ومن تعنيفي قبل عده سنوات اجبرت علي ان اخذ قرض لاحدهم ليسافر لدراسه واذا رجع قال سوف يخصص لك مبلغ لسدادها مع العلم أنني كنت متأكده أنه لن يدفع شيئا لي ورجع وبالفعل أخذت اسدد بالقرض براتبي ولم يفكر حتي في مساعدتي وأجبرني والدي كذلك مرة اخرى علي ان أخذ سياره لاخي الأصغر تأجير منتهيه بالتمليك علي أن يكون سداد القسط من أخي ولكنني اكتشفت بعد سنه انه لم يتم تسديد الا 3أقساط فقط غير القسائم المروريه مجموعها 90الف تقريبا
ولكن والدي لم يأبه بذلك ولم يدافع عني بل دفع لاخي حتي يسافر للخارج وانا تركوني في كومه الديون التي علي ظهري
أريد اكمال دراسي في الخارج ولا أستطيع، أريد ان افتح مشروع صغير لي، أريد أن أتزوج لا استطيع والسبب تلك الديون فماذا افعل حسبي الله ونعم الوكيل
الإجابة :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أختي الكريمة : أهلا ومرحبا بك في موقعك ( مستشارك الخاص )، كما أشكر لك ثقتك فيما نقدم من النصح والتوجيه والإرشاد، كما أدعو الله أن يزيل ما بك من هم وحزن وأن يخلف عليك بخير مما أنت فيه إنه الكريم المستعان والهادي لكل خير ونجاة.أختي الكريمة : قبل الشروع في إرشادك عن الديون وكيفية سدادها وتدبير الأموال للوفاء بتلك الإلتزامات، لابد من وقفة في علاقتك بأهلك والدك وإخوتك.
أختي الكريمة : إن الإسلام يدعوا إلي صلة الرحم ويجعل من البر للوالد ومن بعده لإخوتك أمر في غاية النبل شرفاً وعظيم الثواب أجراً، إلا أن الإسلام عد المرأة كيانا منفصلا عن الرجل لها ما له من الحقوق بدأ من الفرائض والنوافل وإنتهاء بالذمة المالية المستقلة.
أختي الكريمة : لابد من مراجعة حالك مع والدك وإخوتك وقد بلغت من العمر ما يزيل عنك وهم التشكي أو التباكي علي سوء المعاملة، والإنتقال من خانة رد الفعل إلي خانة الفعل والنظر إلي حياتك بإعتبارها حياة مستقلة لها أهدافها بعيداً عن الذوبان في أهداف وحيوات الأخرين أي كانوا حتي إذا كانوا أقرب الناس إليكي، والعبرة أن لا تقطعي رحمك عنهم ولكن طالبي بحقك وإدفعي الظلم عنك بكل وسيلة وأسلكي في طريقك للنجاح كل سبيلولا تقعدي في خانة المتفرج تنظرين إلي حياتك تضيع من بين يديك خدمة لغيرك وهو غير عابئ بما تقدمين وبما تعانين.
أختي الكريمة : لعلك إن سددت تلك الديون وأعدت تلك الحقوق لأصحابها عاد بعض أهلك للديون بإسمك من جديد وقد غرهم حلمك عليهم وصمتك عن فعلهم السابق، لذا فأعزمي أمركي وصارحي الجميع بأنك غير مسئولة عن تلك الديون وإن كنت ستساهمي مع المحتاج وتدفعين عن الغارم غير القادر بمساعدة كافة إخوتك وبمساعدة والدك أيضاً.
أختي الكريمة : لكسب المال وتوفير الأرصدة التي تسد تلك الديون وغيرها وسائل متعددة وإن قصدت عدم الخوض فيها أولاًس للتأكيد علي أهمية إيقاف ذلك النزيف المتزايد وتلك العبثية في التعامل مع حقوقك دون وجه حق شرعي أو قانوني فأنت لست مسئولة عن النفقة علي إخوتك وسداد ديونهم شرعاً كما أنك غير مسئولية عن تلك الديون قانوناً لأنك أكرهت علي التوقيع عليها ولم تستفيدي منها بأي شكل نهائيا.
أختي الكريمة : سأجمل لك نصيحتي في عدة نقاط عملية :
اسألي الله السداد عنك وعن إخوتك وتعرفي علي الله ونعمائه وتقربي إليه فهو المفرج لكل كربة والهادي لك خير.
بادري لتحمل المسئولية عن نفسك والمصارحة بعدم مسئوليتك عن تلك الديون لأبيك وإخوتك، علي أن يدأ الأمر بصورة هادئة ودون انفعال.
إذا تطور الأمر ولم يستجيب الوالد وإخوتك المدينين فأعرضي الأمر علي بعض الوجهاء والمشايخ في عائلتك أو قريبا منها نسباً أو جيرة.
إن لم ينجح الطريق الأول أو الثاني فعليك باللجوء لمحامي خبير يعينك علي ذلك الأمر وليس في هذا أختي الكريمة عقوق ولا قطع رحم بل الحق والذي هو أحق أن يتبع.
أبدائي في ترتيب أولوياتك المالية حسب رأي المحامي وبعد عملية الضغط علي المدينين ليسدوا ديونهم لتعرفي ما القدر الذي ستتحملينه معهم بحكم القدرة المالية وصلة الرحم والتكاتف مع المحتاج لسد الدين.
أبذلوا غاية وسعكم مع الدائنين لتخفيض الديون خاصة فوائد التأخر عن السداد وهذا مفتاح لتخفيض الديون لا غني عنه في حالتكم ووضعكم المالي.
حين تهدأ تلك المطالبات ستسكن نفسك وترتاح من عناء الديون وسدادها وساعتها ستفرغين للأعمال والمشروعات التي تحبين أدائها وتبرعين فيها إن شاء الله، لكن لا
تتعجل في فتح مشروع أو تحمل المسولية عن عمل خاص حتي تكتمل تلك الخطوات التي أرشدتك إليها سابقاً.
أختي الكريمة : إن الرزق كله من النسب والعمل والمال والزواج هو محض فضل الله تعالي، ولا إدراك لتلك الأرزاق والخيرات دون قرب شديد منه، بل أقول أن بعض تلك الأرزاق تساق للناس فلا يشرون بلذته لأنهم فقدوا ما هو أهم وأرجي رزق القرب والحب والود بالله تعالي وصدق الله إذ يقول : ” …………………… “.
أختي الكريمة : سداد الدين أمر في غاية الأهمية والمساعدة في ذلك له أجر جزيل وفضل كبير خاصة إذا كان المدينون من الأقارب وذوي الرحم الأولي كالوالد والإخوة والنبي الكريم علمنا في الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه : ” من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله ”
أختي الكريمة : أسأل الله أن يعينك وأهلك على أداء تلك الديون والتخلص من هذا العبء، وأذكرك أختي الكريمة بذلك الدعاء الشافي والمذهب للحزن والهم والدين حيث دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟ قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي، وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- هَمَّكَ، وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي، وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي.
ختاماً : أدعو الله أن يسد دينك ويعفو عن والدك ويعينك لتكوني نعم الإبنة الصالحة لأبيها وإخوتها والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.