السؤال:
ابنتي طفلة ستبلغ من العمر 12 عاما بعد شهرين، بدأت سلوكياتها تتغير مما يزيد علي السنتين تحب دائما اﻻشياء لنفسها هي الكبري بين ااخواتها بل وبدأت تخفي حاجاتهم وتسرق أشياء والدتها وتنكر بأنها رأت شي وايضا من زميلاتها من المدرسة وتكذب بأنها اهديت لها ومن ثم تعترف بذلك وتطورت بأن تمد يدها من شنطة والدتها تأخد فلوس وكل مرة تعدنا بأن ﻻ تعود لفعل ذلك ومن ثم تعود لديها اخواتها أخ وأخت تدرسان في مدرسة خاصة واحضرنا لها معلمة خاصة لكي نحولها في المدرسة الخاصة من مدرستها الحكومية اﻻ انها رفضت بعد أنتها فترة المعلمة الخاصة وعندما كانت صغيرة لم تكن كذلك نحمد الله بأننا اسرة محافظة وبقدر ذلك السلوكيات التى ذكرتها في ابنتنا دخيلة علي بيتنا، علاقتنا بها نوصيها مرات ومرات نعاقبها وكمان بالضرب عند تكرار ايضا يوجد فقط قنوات محددة في التلفاز نحرمهم من القنوات الغير محافظة حتي افلام الكرتون ونحرمها من بعض الكماليات المدرسية عقابا لها عند ارتكابها اخذ شي من غيرها ﻻتحب تساعد والدتها في البيت و ﻻ تحرص علي الصلوات في مواعيدها نرجو التكرم بتنويرنا نخاف ونخاف على أن تستمر في هذا الطريق وعمرها علي مشارف طور المراهقة فجزاكم الله خيرا افيدونا في اي حيرتنا ماذا نفعل معها واي اسلوب نتبع معها ولكم الشكر اجزله.
الإجابة:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وأله وصحبه ومن والاه
أخي الكريم : بداية أشكر لك جميل عرضك لما تعاني مع ابنتكم العزيزة وان دلني ذلك علي شيء فقد دلني علي روحكم الطيبة التي تجهد في التفكير بتحسين الحال وتجميل التربية ؛ خاصة أن ابنتكم لا تزال في مقتبل العمر وهذا أساس من أهم أسس الإستجابة والإكساب الحقيقي وكذا دلني عرضكم علي مفاتيح العلاج وأول الخطوات نحو ذلك هو تغير بعض القناعات السلبية التي تمنعنا عن تحقيق أهدافنا وهي كما يلي :
– الإبتعاد عن المشاعر السلبية اليائسة ومن باب أولي القناعات السلبية عن بنتنا الصغيرة وذلك بأن تتأكد أن هذه العوارض التي تصف تحدث مع غالب البنات والأولاد في هذ السن ( وإن أختلفت درجة المشكلة ونوعيتها ) وأحيانا في سن أقل منه وأول العلاج أن نتخلص من الضغط النفسي المتولد من فهم مغلوط عن حجم السوء أو شديد الخطورة وغيرها من المعاني التي تمنعنا من التحرك نحو الأفضل وتحقيق التغيير المنشود وتذكر حديث النبي الكريم ( تفاءلوا بالخير تجدوه ).
– البنت الكبري لها حالة خاصة فهي تحتاج إلي رعاية زائدة إذ من المعلوم أن كثير من الأباء إذا ما جاءهم مولود شغلوا به عن من سبقه حتي إنهم ليقولون قل نصيب فلان من التربيةإذ رزق والداه بعده سريعاً فما بالك بابنتنا التي ولد بعدها اثنتين كما ذكرت.
– المراهقة لا تعني فقط وضوح مظاهر البلوغ وإنما حالة قد تصلها البنت قبل غيرها وهناك مراهقة مبكرة، لذا فمن المهم تفقد البنت في مسألة البلوغ ومعرفة حالتها الجسمية وهذا ممكن بالكشف الطبي ومصاحبة أمها لها بصورة أكبر خلال الفترة القادمة.
– إن حالة الكسل والخمول والعند والسرقة وغيرها من الأفات هي عوارض لمشكلة نفسية تحتاج إلي روية وحنكة للكشف عنها ومن ثم علاجها فلا تشغلنا العوارض عن أصل المشكلة وسببها وقديما قالوا معرفة الداء نصف الدواء.
– الضرب والتعنيف النفسي هما نوعين لأفعال غير تربوية في مجملها إلا إن أجيد إستغلالها بدقة وبتدرج، وقد أُثر أن عن الصحابي الجليل أنس بن مالك خادم النبي صلي الله عليه وسلم أنه خدم النبي عشر سنين فلم يضربه ولم يعنفه بل قال لم يقل لي لشئ فعلته لما فعلته ؟ ولا لشئ تركته لما تركته ؟ وفي ذلك يقول تعالي ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة “.
– إن تنويع أساليب التربية واستخدام أكثر من وسيلة والمراوحة بين الترغيب والترهيب دلالة علي الفهم الجميل وكذا إمتلاك المهارات التي تؤهل لنجاح التربية والإكتفاء بوسيلة واحدة ( كالمنع مثلا ) هو أول الطريق لرفض المعاني التربوية من الأبناء علي إختلاف مستوياتهم وأعمارهم وليس لحالة ابنتنا الجميلة فحسب.
– لابد من الإشتراك بينك وبين والدة البنت بالإضافة لرأي مرسيها والتربويين المشرفين عليها بالمدرسة في مناقشة ووضع خطة علاج ثم تنفيذها بدقة ودون تعجل، وتلك المشاركة أبلغ سبل العلاج وأقواها.
- النصائح العملية:
– الإستعانة بالله تبارك وتعالي ولا مانع من صلاة ركعتين طلبا لمعونته وهدايته لإبنتنا ولا غضاضة إذا تصدقنا بصدقة بنية العون من الله في تربية ابنتنا العزيزة.
– إطلاع الوالدة الكريم علي تلك الرسالة والتباحث بشأن الخطوات العملية ليتناسب الأداء ويتناغم لتحقيق الهدف المنشود.
– التوقف التام عن التعنيف الجسدي ( الضرب خاصة المبرح والشديد ) واجتناب مناداة ابنتنا بالألفاظ أو الألقاب التي تقلل من شأنها بأي صورة ومناداتها بإسمها أو بأحب ألفاظ الدلال الي قلبها.
– زيارة المدرسة وإطلاع المشرفة التربوية وإخصائية مساعدة الطلاب علي تلك الخطوات ليتناغم أداء المدرسة مع أداء البيت ويستحب زيارة المدرسة بصورة دورية للإطلاع علي المستوي الحقيقي لإبنتنا بالإضافة لإشعارها بثنائية المتابعة.
– البدء الفوري في توظيف طاقات وهوايات ابنتك العزيزة ( كالإشتراك في دورة رسم أو نشاط رياضي أو دورة ثقافية أو كتابة روايات وقصص وشعر أو غيرها من المهارات التي ولابد ستجد بعضها عند ابنتنا العزيزة ) والمتابعة مع المدرسة لإستغلال تلك الموهبة والتأكيد علي مشاركتها في مختلف الأنشطة المصاحية لليوم الدراسي.
– البدء في تحفيظ ابنتا القرآن ويحبذ من شيخ أو معلمة متخلقين بأخلاق القرآن للبدء بغرس القيم الإسلامية من مثل الحياء والصدق وأداب بر الوالدين.
– التقرب من ابنتنا بالخروج معها والقيام باللعب معه لإزالة حالة الشد والجذب السابقة وإدخال السرور عليها وبهذا نمتلك قلبها ويسهل تهذيب أخلاقها.
– البحث عن الرياضات أو الأنشطة التي تحبها ابنتنا وتوجيهها لإستثمار الطاقة في اتقان تلك المهارة مثل السباحة أو أي رياضة هي تحبها لتصرف بها الطاقة السلبية التي تظهر في العناد والسرقة والكذب والتخلف عن الطاعات.
– حكايات قبل النوم من الأمور التي تقرب الأولاد من أبائهم وممكن أو تتناوب وأمها علي تلك القصص والحكايا بأسلوب تربوي عن فتاة تتغير للأحسن فتحقق السعادة والنجاح والتفوق والمكتبة العربية زاخرة بالعشرات من مثل تلك القصص الهادفة.
– الحرص علي تنويع الأساليب في متابعة الدراسة بين المشاركة معها في حل الواجبات وتوفير البيئة الملائمة لذلك ومن الممكن أن تتشارك مع الوالدة في هذه العملية المهمة والضرورية.
– إيجاد أدوات التحفيز التي تحبها البنت واستغلالها في التربية والإستيعاب من مثل أكلة تحبها أو قصة ملونة تحبها أو لعبة جديدة نشتريها لها أو أصحاب تحب الجلوس إليهم أو الخروج معهم.
وهناك الكثير في هذا الباب من الوصايا والحكم وأنصح بقراءة كتاب تربية الأولاد في الإسلام للدكتور عبدالله ناصح علوان أو تربية الأولاد لمحمد سعيد مرسي وكلاهما مهمين جدا وبهما الكثير من القواعد الشرعية والطرق التربوية المعتمدة في تربية الأولاد والتغلب علي المشكلات والسلبيات النفسية والسلوكية.
أدعو الله أن يبارك في ابنتنا الجميلة وأن يرزقها الهداية والعفة وأن ينفعكم بها في الدنيا وأن تكون خطوة من خطواتكم وأبيها علي طريق جنة الله في الأخرة اللهم آمين يا رب العالمين.