كيف أقول لا

أكتوبر 19, 20230

السؤال:

صعب علي أقول كلمة (لا) لصديقي أو زميلي أو لقريبي، لا أريد جرحهم. مع العلم أنه مع الغريب أقدر أقولها. كيف أرفض طلب شخص عزيز علي بطريقة ودية بدون ارتباك وقلق. هذه معادلة صعبة. وهذه مشكلة نواجهه نحن العرب بسبب طيب اخلاقنا. أحياناً بعض الناس يكونون وقحين بطلاباتهم والواحد يستحي لا يردهم، وانا أجاملهم. صحيح الموضوع مزعج لكن ما يستاهل الواحد يكون صريح.. وابلغ وصف هم أن الرمح غالي والفريسة ذبابه. الموضوع ما يستاهل كل هذا العنف. أنا جربت التجاهل ما فاد معهم، جربت التلميح ما فهموها، جربت الرفض خسرتهم. ما هو الحل لهذه العينات؟ الله يجزاك خير.


الإجابة:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه وتبعه بإحسان إلي يوم الدين
الإبن الحبيب : أهلا ومرحبا بك في موقعك المستشار ،كما أشكر لك ثقتك فيما نقدم من النصح والتوجيه والإرشاد ،وأسال الله أن ينفعك بما نقدمه من النصيحة المخلصة وأدعوه سبحانه وتعالي أن يوفق وجهتك لما يحبه ويرضاه من الخير والصلاح في الدنيا والأخرة.
الإبن الحبيب : بداية أشكر لك خلقك الحسن الذي يتميز بالرحمة بالناس غريبهم وقريبهم وهذه الرحمة أصل من أصول ديننا، وقضاء الحوائج للغير مما حث عليه رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه حين قال : ” من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته “ ومن المعلوم أن أخيه هنا لا تعني أخوه من النسب وإنما قصد أخوة الإسلام الجامعة.
الإبن الحبيب : لعلي فهمت من رسالتك أن تلك الرحمة وقضاء الحوائج قد أغري بك من يستفيد بذلك علي حساب ضرورات حياتك وواجباتك الشرعية والحياتية فيعطلك عن أدائها، وفي تلك الحالة عليك تقديم الضروري الواجب علي النفل والمندوب ويكون السؤال عن قدرتك علي ايجاد الطريقة المثلي للرفض وعدم القبول.
الإبن الحبيب : من المشاهد العالقة بشدة في ذهني من سيرة النبي الكريم صلي الله عليه وسلم مشهد عبد الله بن رواحة يوم الخروج لمؤتة وقد تأخر عن الجيش المعسكر خارج المدينة ليستمع لخطبة الجمعة من النبي صلي الله عليه وسلم فعاتبه النبي صلي الله عليه وسلم علي ذلك إذ كيف يتخلف عن الخروج للمعسكر مهما كان السبب، وتعلمت من ذلك ترتيب الأولويات فالواجب يسبق المستحب والحكمة في أن معني ترتيب الأولويات البادئ في تلك القصة مدخل هام لإجابة سؤالك.
الإبن الحبيب : من أهم ميزات الشخصيات الناجحة كسب القلوب ومهارات الحوار وكسب الأخر رغم الإختلاف معه أو رفض طلبه وهذه المهارة تحتاج إلي حكمة وتدرج ولعلمي بطبيعتك السنية ورغبتك في إمتلاك تلك المهارات سريعا سأصف لك خطوات متقنة في نُقاط عملية :
– اعلم أن الرحمة بالناس اصطفاء من الله، وقضاء الحوائج أمر محمود وبه يحصل للمرء من الخير ما لا يتوقعه.
– فرق بين أمرين امتلاك المهارة واستغلالها، فتلك النقطة ستجعلك تمتلك المهارة ولكن ليس ضرورياً أن تستخحدمها مع كل طلب منك ولكن حسب الحالة وتبعاً لواجباتك الرئيسية.
– لا تجعل الرفض يلبس ثوب الشدة وانما اختر له إيسر الكلمات وليكن شعارك ما علمنا القرآن الكريم ” قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذي .. ”
– رشح البديل للسائل أو لمن يستعين بك، وفي ذلك ورد أن الإختيار الأول للنبي صلي الله عليه وسلم في موفده إلي قريش يوم الحديبية كان الفاروق عمر رضي الله عنه ولكن عمر اعتذر لعلمه بكره قريش له لشدته عليهم منذ اسلامه إلي هجرته والشاهد من ذلك أنه أوصي للرسول عليه الصلاة والسلام بعثمان بن عفان لعلمه بقربه من قريش ونسبه فيهم وحبهم له.
– من الممكن أن تطلب التأجيل في قضاء الحاجات غير المستعجلة وعلي هذا من الممكن أن يتحرك طالب المساعدة لقضاءها وحده أو بمساعدة غيرك، أو ينتظرك حتي تخلو من انشغالك وواجباتك.
الإبن الحبيب : أحببت أن أذكرك بأن الإنتقال من حال إلي حال يحتاج إلي جهد وحركة وما ذكرتك به من المعاني التمهيدية والوصايا تمتلاء بالطاقة العملية وبها وبدعاء الله أن يهديك للخير تصل إلي ما تتمني وترجوا.
ختاماً أدعو الله أن ينعم عليك بالسعادة والنجاح وأن يرزقك الرضي ويضع لك القبول في الأرض إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو المستعان لما فيه الخير وهو نعم المولي ونعم النصير.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها *

العنوانالمقر الرئيسي
قطر - الدوحة - منطقة اللقطة
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي