السؤال:
حاجات كتير بقول عاوز اعملها بس مش بعملها مثلا عاوز اخس ممكن انتظم اسبوع وارجع تانى عاوز انتظم فى الصلاه عاوز اقراء كتب عاوز احفظ قران بس فى الاخر مش بعمل حاجه، انا ضعيف قدام نفسى معرفش انا عاوز ايه رغم ان كل اللى اتعامل معاهم يحبونى ويحترمونى وده نتيجه عن اسلوبى وتعاملى معاهم وشايفنى حاجه حلوة بس انا من جوه مش راضى عن نفسى بالمره بحس بنفاق مش عارف اعمل ايه؟
الإجابة:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أخي الحبيب : أهلا ومرحبا بك في موقعك ” مستشارك الخاص “، وأشكر لك ثقتك فيما نقدم من الإرشاد والتوجيه والنصح الخالص لله تبارك وتعالي، وأدعوا الله أن يهديك صالح العمل وتحقيق كل ما تتمني من الخير والنجاح والسعادة.
أخي الحبيب : ما تصفه في كلماتك حالة متكررة عند كثير من الشباب تبرز الفارق بين ما تتمناه وما تحققه وأصل ذللك من التسويف والتأجيل التي تكتنف حياة الكثيرين إلا أن الفارق بينك وبينهم هو أنك سعيت للتغيير والتحسين عبر السؤال والإستشارة، والشاهد أن أوضح لك فهمي لما تعاني وأن أشجعك علي ما بدأته بالسؤال وأحفزك للعمل لتخطي تلك الحالة وهذا الشعور.
أخي الحبيب : الإيجابية التي تجدها في تعامل أصدقائك وزملاء عملك هي نقطة قوة ينبغي عليك أن تنميها وتقويها لتكون مدخل لك نحو النجاح في مختلف الإتجاهات في حياتك.
أخي الحبيب : عدم رضاك عن نفسك واتهامك لنفسك بالتقصير مدخل هام لتحقيق النجاح فقط اذا أتبعت تلك المشاعر بالعمل علي التغيير والتحسين أما التوقف عند ذلك الشعور والجمود عنده سيعود عليك بالتعاسة والفشل.
أخي الحبيب : من السهل أن تقول أريد كذا أو أتمني كذا ولكن الأهم أن تعرف لماذا تريد ذلك الأمر ثم كيف تحققه وتنفذه ثم يكون التجويد بعد الإجابة عن تلك الأسئلة كيف أحسن طريقة التحقيق وأجد أفضل وأيسر طريق.
أخي الحبيب : الحل المباشر لما تعاني منه يكمن في ايجاد حالة نجاح قريبة عبر أهداف قصيرة المدي ما يؤهلك لتحقيق كل أهدافك علي مختلف المستويات القصيرة والمتوسطة والطويلة المدي.
أخي الحبيب : لعلمي بطبيعة ما تهدف إليه من تلك الإستشارة سأدلك علي مجموعة خطوات عملية :
– الإتصال بالله تبارك وتعالي : وأقصد أن تبدأ في تفقد نفسك هل تؤدي ما أفترض الله عليك من الواجبات وهي أول طريق وأعظم موصل للسعادة والنجاح في الحياة.
– خطة العام : قم بتسجيل ما تهدف إليه لمدة عام قادم من حياتك علي أن تشمل مجموعة محاور رئيسية كالجانب الإيماني والمهني والتنموي والصحي والجانب المعرفي.
– ترتيب الأولويات : قم بتقسيم تلك الأهداف إلي أهداف عاجلة وأهداف مؤجلة وقم بتسجيل أولوياتك لتبدأ في تنفيذها أولاً علي أن تمتلك موعد لكل منها.
– التدرج : وهو معني مهم جداً ولازم لتحقيق ما كتبته، أخي قليل دائم خير من كثير منقطع ولأن تستمر في الحركة برفق خير من العجلة علي غير هدي أو العجلة لمدة ثم التوقف وفي الحديث الصحيح ” خير الأعمال إلي الله ادومها وإن قل “
– المتابعة المستمرة : قيمة المتابعة الفعالة قيمة تتوازي مع قيمة وجود الخطة لأنه بدون المتابعة لن تستطيع تحقيق ما تهدف غليه لذا لابد من تطبيق عملي قوي للمتابعة لما تحققه بصورة يومية، ومن ذلك ” ورد المحاسبة اليومي ” الذي يوصي به الدعاة والعلماء في متابعة الجانب الإيماني.
– الصحبة الناجحة : ولا اقصد بها فقط من يتميزون بأداء الطاعات أو الصلاة بالمسجد أو غيرها من معاني الإلتزام الديني ولكن كل من هو متميز في حياته بصورة عامة وخاصة في الجانب المهني، وهؤلاء خير عون لك لتحقيق كل ما تتمني من النجاح فالصاحب ساحب والمرء علي دين خليله.
– ثق بنفسك : لا يتم النجاح في كل ما سبق والإستمرار فيه بغير الثقة بنفسك والتأكد من أنك قادر علي تجاوز تلك الحالة والسير بقوة نحو أهدافك وأن تعتبر كل ما يصادفك من عوائق وصعوبات تجارب تتعلم منها وخبرات ترشدك في قادم أيامك.
– القراءة والتدريب : قم بقراءة كتاب المفاتيح العشرة للنجاح للدكتور ابراهيم الفقي وكتاب كيف تخطط لحياتك للدكتور صلاح الراشد، ثم ابحث عن مركز تدريبي معتمد لتحصل علي دورة تدريبية في وضع الاهداف ومهارات صياغة خطة الحياة ودورة مهارات إدارة الوقت بفعالية.
أخي الحبيب : لا زلت في مقتبل حياتك وأنت أهل لكل خير فتحلي بالإقدام ولا تتأخر عن ما ينتظرك من النجاح والسعادة وحقق بالعمل المستمر والمتابعة الفعالة ما عجز عنه المسوفون والكُسالي، وأحسن الظن بربك فهو عند ظنك به فظن به الخير وأنه هاديك لكل ما ينفعك ويصلح بالك وحالك.
ختاماً : أدعو الله ان يبارك في عمرك وعملك وأن يرزقك الله من العلم والعمل ما تحقق به النجاح والسعادة في الدنيا والأخرة إنه ولي ذلك وهو القادر عليه وهو المستعان وإليه المصير.