السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب إليك وأنا فى حيرة من امرى، فأنا شاب فى الثلاثون من عمرى وقد عملت كمحاسب فى بلدى منذ تخرجى وكل من يتعامل معى يشهد لى بالكفاءة فى عملى والحمد لله متزوج ولى بنت عمرها عامين وقد كنت اعمل فى بلدى براتب قليل ولكننى كنت سعيد مع زوجتى وابنتى واستطعت ببعض الأعمال الخاصة وبمساعدة زوجتى على توفير مبلغ صغير من المال، فكرنا أن نشترى شقة اخرى تكون لنا سند فى المستقبل كاستثمار وبعد بحث وجدت شقة ولكنها كانت فوق إمكانياتى فساعدنى اخى وزوج اختى واشتريت الشقة معتمدا على زيادة بالراتب طبق لكادر مرتبات جديد داخل شركتى وهى شركة خاصة ولكن الكادر كان يؤجل شهر بعد شهر، والدين بالنسبة لى كان يؤرقنى فسافر صديق لى بالشركة الى بلد عربى واخبرنى انه يريدنى معة هناك وبعد الاستخارة قررت السفر فعرض على فى الشركة ان يتم زيادتى بغض النظر عن الكادر وذلك لرغبتهم فى الاحتفاظ بى ولكنى كنت قد اعطيت كلمة الى صديقى فاعطونى اجازة بدون راتب لمدة عام لكى اعود اليهم بعد عام ورحب بهذا جدا ، وسافرت وبعد فترة قليلة اخبرنى الكفيل انة يريد ان يجعلنى رئيس للحسابات وبعد عام عاد صديقى للشركة ببلدى مرة اخرى خصوصا بعد تطبيق الكادر وققرت أنا الاستمرار بالشركة خارج البلاد ولكنى بعد الاستقالة من الشركة ببلدى اصبحت غير مرتاح واصبت بالوسوسة من الامراض وعدم راحة نفسية وعدت فى اجازة وذهبت لشركتى القديمة لزيارتهم وتجدد العرض على بالعودة للشركة فوافقت وكأننى كنت انتظر هذا الامر ولكى اخبرتهم أننى لا استطيع ترك الشركة بالخارج إلا بعد أن اعطيهم فرصة لاستقدام شخص مكانى فوافقوا على اعطائى ثلاثة اشهر كمهلة لهذا الامر وسافرت مرة اخرى وبعد شهر من وصولى فاتحت الكفيل برغبتى بالعودة لمصر وأننى عدت حتى لاتخدث مشاكل بالعمل فشكر لى هذا وعرض على استقدام زوجتى وزيادة راتبى حتى لا اعود لبلدى واستمر معة وأنا الان محتار ما بين عودتى للقاهرة حيث راحتى النفسية خاصة أن الله وفقنى وقمت بشراء شقتين فلما الطمع أم استمر من اجل تكوين مستقبل لى واستطيع مساعدة اخوتى اكثر حيث اننى اكبرهم وأنا المسئول عنهم بعد والدى ولكنى خائف من أن اتعرض لنفس التعب القديم الذى حدث لى بعد تركى للشركة بمصر فاخسر الفرصتين فماذا افعل ؟؟
الإجابة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
أخي الحبيب : لكم أسعدني اجتهادك في التحصيل العلمي والتمكن المهاري من عملككما يتضح من كلامك ومن رغبة كل من عملت معهم في بقاءك، وتلك شيم الناجحين المتميزين وأنت منهم ولا أزكيك علي الله.
أخي الحبيب : إذا أردت أن تعرف هل حققت من الغربة الهدفمنها أم لا عليكالإجابة أولا عن سؤال ماذا تريد وما هو حجم النجاح الذي تسعي إليه، ولست أقصد بالنجاح الربح والإدخار المالي فحسب بل النجاح علي كافة المستويات كالمستهدف الدراسي وخطوات تطوير الأداء الفني وكذا إكتساب الخبرات الحقيقية بأسواق العمل الخارجية والخليجية منها علي الخصوص.
أخي الحبيب : لا شك في أن ميلك القلبي في اختيار وجودك بمصر ولكن ربما يكون السبب في ذلك بعد الأهل وغياب ابنتك عنك، فإن أردت أن تجعل لنفسك فرصة من الوقت للتفكير بإستقدام أهلك وليكون القرار منكما معا.
أخي الحبيب : ليس الطمع في أن تحوز بيت أو سيارة أو غير ذلك والأفضل أن يكون تفكيرك أن الأهداف المالية لها وقت مخصوص واضح في حياة الإنسان – فترة الشباب – وتلك الأيام من عمرك سينبني عليها القادم منه، لذا كان الواجب فيه كبير والجهد المطلوب خلاله استثنائي، والظروف بمصر غير مستقرة ولا تضاهي ما تتقاضاه بالخارج، علما أن البقاء في الغربة سيكون لأمد محدد ولتكن عودتك لمصر نهائية لا تفكر بعدها في السفر مرة أخري.
أخي الحبيب : من المهم أن لا تجعل تفكيرك في العودة يؤثر علي أداءك حتي أخر يوممن عملك في الغربة ولتبقي لنفسك دوما صورة حسنة لدي أي عمل تتركه.
أخي الحبيب : من الوصايا الرئيسية التي أنصحك بها أن تصلي استخارة علي أن تحدد الرأي الأقرب إلي نفسك بعد قراءة تلك الإستشارة ثم تركع لله ركعتين وصلاة الإستخارة هي أدائك لركعتين خاشعتين ثم تلاوة الدعاء المأثور عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ ( هنا تسمي اختيارك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي اختيارك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ ( رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166)
ختاماً : أدعوا الله تبارك وتعالي أن يهيأ لك من العمل ما تحب وتتمني، وأن يرزقك التفوق في كلما تقوم به من الأعمال وأن يحقق لك به السعادة والنجاح والرضا، إنه سبحانه الملك المدبر وهو الهادي لكل خير.