السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سول الله،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عنوان سؤالي يا كرام أنني أشعر بنوع من الإرباك في حياتي بسبب طموحاتي الكبيرة التي ارهقتني لتحقي ذاتي من اين ابدء، أنا ابحث عن عمل حكومي خاصة في قطاع البنوك لانها ستمنحني فرصة لتعويض جزاء من الاوقات التي اضعتها في حياتي من ناحية المالية ،و أنا اعمل الان في شركة مساهمة في قطاع خاص 450 دولار امريكي فهذا المبلغ لايكفي لمصاريف الحياة الصعبة حيث اجد صعوبة في العمل بسبب طموحاتي الكبيرة حيث اشعر من داخلي أن اكون شخص قيادي او اشرافي في هذه الشركة و اي مكان اخر فأنا لا أحب العمل المقنن في حركات يومية متكررة و جلوس أمام الحاسوب لمدة 8 ساعات
(لا احب ان اكون لاعب في الميدان بل اريد ان اكون المدرب للفريق) لا اريد ان اكون شخص عادي اريد ان اكون لدي بصمة خاصة في هذه الحياة.
حاليا قدمت طلب لدراسات العليا في كلية الاقتصاد قسم إدارة الأعمال من أجل أن يتحيح لي فتح ابواب جديدة في الحياة لأنني وجدت فارق بيني وبين مديري في العمل في نضج التفكير وحسن التصرف أريد أن أصل لذلك ليس من باب التقليد بل أكون لذاتي وتميزي الشخصي، شكرا لكم وبارك الله فيكم.
الإجابة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
أخي الحبيب : شدني من كلمات قولك “اشعر بنوع من الارباك في حياتي بسبب طموحاتي الكبيرة” وهذا أمر خطير إذ إن الأصل أن الطموح الكبير لابد أن يصاحبه إجادة في التخطيط وحسن تنظيم للأولويات لا إرتباك ولا تشتت ولا ضعف أبداً.
أخي الحبيب : البصمة الخاصة التي تبحث عنها هي هدف الطموحين والمتميزين لكنها لا تأتي بمجرد التمني إنما لابد لها من جهد كبير وبذل مستمر وعمل دؤوب وقد ذكرت خطوة متميزة بقولك ” قدمة طلب لدراسات العليا في كلية الاقتصاد قسم ادارة الاعمال” فعلي قدر ما تبذل من الجهد والمال في تطوير قدراتك علي قدرما تجد من النجاح في حياتك وكسب متجدد من جميع أنواع الرزق.
أخي الحبيب : وجود قدوة إدارية ناجحة في حياتك ( مديرك الذي ذكرته في حديثك ) هو فضل من الله عليك والواجب الإقتراب منه ودوام التعلم من أقواله وأفعاله وسيعود هذا عليك بخير كبير فالأصل في تحقيق ما ترجوه وتتمناه أن يجتمع لديك العلم والخبرة العملية ولا يعد التعلم وأخذ الخبرة منه نوع من التقليد المذموم أو الإتباع الغير واعي.
أخي الحبيب لعلمي بطبيعة ما تسعي إليه سأجمل لك نصيحتي في عدة نقاط عملية :
– القرب من الله تعالي: أخي أول وأعظم غايات العبد في الدنيا أن يدرك رحمة الله تبارك وتعالي، والتي لا تدرك بغير القرب منه سبحانه؛ بأداء ما أفترض الله علي عباده من الفرائض ثم تذوق حلاوة الأنس به بالإقبال علي السنن والنوافل والتعلق بكتاب الله تلاوة وتدبر وعمل.
– النجاح المرحلي: بتحسين وإجادة عملك الحالي وضبط وقتك بضوابط الواجبات ولا يهم كثيراً ما تتمني وتحلم به وكم الفارق بينه وبين ما تعمله الأن فالعبرة أن تحب ما تعمل وتجهد نفسك في اتقانه حتي تعمل ما تحب وتصل لما تتمني.
– أدوات الإنتقال: إذا عزمت علي تغير عملك فلابد أن تحدد متطلبات الوظيفة التي تبحث عنها وتتمناها ولتكن كما ذكرت العمل بالقطاع المصرفي الحكومي والسؤال ما هي متطلبات تلك الوظيفة وأظنها كما في النقاط التالية.
– اللغة الأجنبية: وحسب معرفتي بالقطاع المصرفي الليبي فهو يحتاج الي اتقان اللغة الإنجليزية مع العربية علي الأقل.
– الخبرة العملية: وهي متوفرة في عملك علي أن تتقنه وتجعل من شهادة عملك الحالي مفتاح للوصول للعمل المأمول.
– الدراسات والدورات التدريبية: وأنت قد بدأت في تلك النقطة تحديداً علي أن تلحقها بالحصول علي الدورات التدريبية المؤهلة حسب احتياجات العمل ولا تتوقف عن الدراسة والتدريب حتي بعد حصولك علي العمل الذي تتمناه.
– ربما تجد ما هو أفضل: أخي وأثناء سيرك في اكتساب تلك الأمور قد يظهر لك من العمل في مكان أخر غير الوظيفة التي تسعي إليها علي أن تحقق لك من القدر الإجتماعي والدخل المالي ما تتمناه وترجوه وفي هذه الحالة فلا مانع من الإنتقال، وأردت من هذه الوصية أن أجعل لك بدائل إذا لم تحقق ما تريده من العمل المستهدف.
أخي الحبيب : يظل العمل والرزق المالي محض فضل الله تبارك وتعالي، وأنت وأنا وكل الناس تبذل من الأسباب لكنها لا تنسي تلك القاعدة فيكون إعتقادنا أن الرزق بيد الله وحده.
ختاماً : أوصيك بإلتزام ما تواصينا به، وأدعوا الله أن يحقق لك من العمل ما تحب وتتقن وتبدع فيه، وأن يسوق الله لك به خير الرزق وأوسعه بقضله سبحانه والله المستعان وعليه نتوكل وإليه المصير.