السؤال:
السلام عليكم أنا موظف في أحد الشركات في تقنيه المعلومات كمهندس، و لي في وظيفتي 8 اشهر وطموحي أن أكون رجل أعمال لا موظفا وعندي اهتمام كبير لمجال العطور والحمد لله استطعت قطع شوط كبير كمعرفة في هذا العلم لكنه اثر على أدائي في العمل و أصبحت لزملائي مضرب مثل التسيب و يعلم الله اني لم احب وظيفتي يوما و لكنها كبدايه إلى أن ابدأ إنتاج عطوري في السوق. اليوم تندمت أني كنت استشير زملائي في عطور من ابتكاري فأصبحوا يقولون ” لو تتركك من هالخرابيط وتركز بعملك افضل لك” حيث في مفهومهم أني سأحصل على مرتبه وظيفة أفضل وقناعتي لا يوجد بها فكرة أن اكون ذالك الموظف الذي يذهب نصف عمره و هو في وظيفه بالكاد تلبي احتياجه فأرى أني مقيد في الوظيفة والان محبط و حزين بسبب اخفاقي في أداء مهامي الوظيفة رغم أني كنت متفوق في الجامعة وأغلب الدكاتره يعرفوني و لي شعبيه لا اعلم كيف أوافق بين وظيفتي وشغفي وطموحي بالعمل الحر. أتمنى المساعده.
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي أله وصحبه ومن والاه
أخي الحبيب : أهلا ومرحبا بك في موقعك ” مستشارك الخاص “، وأشكر لك ثقتك فيما نقدم من النصح والتوجيه، وأدعو الله أن يرزقك من العلم والعمل ما تقر به نفسك ويملاء عليك حياتك سعادة ونجاح.
أخي الحبيب : دعني بداية أزكي فيك جهدك وسعيك والذي يبدو في ثنايا حديثك واضحا في دراستك وفي عملك وإن أعتري هذا الجهد وذاك السعي فتورا في الفترة الأخيرة لأسباب نعالجها في ثنايا حديثنا بإذن الله.
أخي الحبيب : النجاح حالة يسعي إليها الإنسان ولا يكاد يدركها الا بإثنتين الأوي حلم يسعي إليه والثانية نجاح يومي يحققه بدون الأولي يعيش حزينا وبدون الثانية لن يحقق شيئاً، وفي سؤالك اسقاط عملي لتلك القاعدة فأنت تعمل في تخصصك الجامعي وهذا تطبيق للعنصر الثاني لكنك تفتقد للحلم الذي يملاء نفسك سعادة ولذا تبحث عنه في التجارة.
أخي الحبيب : لا أميل إلي الواقعية الشديدة ولكن قانون عصفور في اليد وخاصة في هذه الأونة التي تموج بالتغيرات والتقلبات الإقتصادية والإجتماعية يكون قانون يستحق التطبيق ولو جزئيا، وسيكون من الخطأ أن أدعوك لتغيير تخصصك والإنطلاق في مجال التجارة وأنت بعد لم تستكمل أدوات النجاح التي تؤهلك لتحقيق ما تتمني وتـرجوا.
أخي الحبيب : لتتقن فنون صناعة معينة تحتاج إلي تدريب طويل وإلي قياس عملي ونتاج مادي، في حالة العطور وصناعتها تحتاج إلي تدريب عملي محترف علي يد متخصص ثم إختبار لنتيجة عملك مادياً بالبيع والشراء، وفي كلتا الحالتين لا تحتاج إلي تفرغ كامل لأداء مهمة التدريب ثم مهمة الصناعة البسيطة والبيع الجزئي.
أخي الحبيب : إتقانك لعملك الحالي هو أعظم سبيل لتكون تاجرا ناجحا في المستقبل والنجاح حالة يعيشها الإنسان تبدأ بإتقان ما يطلب منه ( أحب ما تعمل ) لتصل به لعمل ما يتقن ( حتي تعمل ما تحب ) والتبيق العملي في واقعك يعني أن تتقن ما أنت عليه وتركز في عملك بلا انقطاع ولا تأخر ولا تذمر فإذا ما أكتمل حلمك وأدواته كان خروجك من عملك الحالي علي أطيب سيرة وأفضل طريقة وأيسر سبيل.
أخي الحبيب سأجمل لك نصائحي في نُقاط عملية لتكون أقرب في الفهم وأيسر في التطبيق.
أعظم نجاح يحققه الإنسان نجاحه في تعلقه بربه سبحانه وتعالي وتظل حالة الرضي عن الله وعن جميل نعمه في العبد أعظم حالة يحققه المؤمن بربه والساعي لنيل رضوانه.
لا تترك يقين ما في يدك لتحقق ظن ما في خاطرك، لا تتعجل بترك وظيفتك حتي تكتمل أدوات مشروعك الخاص.
الدليل الأكبر علي نجاحك في عملك القادم ومشروعك الخاص هو اتقانك لعملك الحالي فأنت تحب ما تعمل حتي تعمل ما تحب، والإتقان والإحتراف حالة للمرء في كل عمل يعمله وليست رفاهية يحققها فقط فيما يحب ويهوي من العمل.
عليك بالتدريب والتجربة العملية في البيع وكسب الرزق من هوايتك في صناعة العطور والنتاج المادي الذي سيعود عليك سيكون الدليل لك لموعد الإنتقال من الهواية إلي الإحتراف ومن العمل الجزئي إلي الدوام الكامل.
لا تنشغل برأي الأخرين فالناس ينكرون علي المرء حلمه حتي يحققه فإذا حققه كان قدوة لهم ونموذج يتقربون إليه طمعا في التعلم منه والسير علي خطاه.
التدريب الإداري هام جدا لكل طموح في مجال ريادة الأعمال والدورات التدريبية الإدارية ومهارات رسم الخطة والعمل المؤسسي هامة جدا لمن عنده مثل طموحك وغايتك.
إعداد دراسة الجدوي لمشروعك تحتاج إلي متخصص وإلي خبرة عملية بالسوق وبالبيئة الجغرافية التي ستبدأ فيها مشروعك الخاص فأعدها بتريث وهدوء واستعن فيها بالمتخصصين وأصحاب الخبرة السابقة في مجالك.
أخي الحبيب : النجاح في العمل وكسب المزيد من الرزق والرضي عن حالك وحياتك وسعيك كل ذلك علامات للإيمان الصادق متي وقر في القلب ويكاد لا يتم لأحد من الناس تلك الأحوال بغير تعلق شديد بالخالق الرازق المدبر سبحانه وتعالي فأدم الدعاء أن يزقك الله العمل ما تحب وتهوي وتقر به نفسك وينشرح صدرك.
ختاماً : أدعو الله أن يعينك لتحقيق كل ما تتمني وترجو وأذكرك بالعمل بما أوصيتك به، وأن تجعل من إرضاء الله سبيلا لبلوغ غاياتك وطموحاتك في الدنيا ولتنال بتلك المنزلة رضا الله في الأخرة إنه ولي ذلك وهو المستعان لما فيه الخير وهو الهادي إلي سواء السبيل.