السؤال:
السلام عليكم أنا فتاة في 27 من عمري. موظفة جديدة في القطاع الخاص. المشكلة الوحيدة في عملي هم الموظفين اسمع منهم تعليقات و كلام سيئ و تدخلات في عملي و تكبر، كنت في البداية احاول إرضاء الجمبع على حسابي لكن الآن لا استطيع لأنني سئمت جدا. وابتعدت عن الجميع و لا احدثهم سوى في امور العمل عندما تكون ضرورية. ماذا افعل فانا كرهت العمل بسببهم و اخاف أن اطرد إن ضخمت المشكلة مع العلم أن المكان قريب من المنزل و لا اريد أن اخسره و شكرا.
الإجابة:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وأله وصحبه ومن والاه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة أهلا بك في موقعك المستشار الذي نسأل الله أن يكون أهلاً لثقتك بوافر النصيحة وجميل الوصية وعظيم الفائدة بإذن الله تعالي.
أختي الكريمة : بداية أشكر لك حرصك علي تحسين علاقاتك داخل بيئة العمل ، ولا شك أن هذا الأمر يزيد من دافعيتك للتطوير في عملك وتحسين أداءه فضلاً عن تحقيق النجاح والتميز في كل ما يوكل إليك من أعمال.
أختي الكريمة : إن صناعة العلاقات القوية والوصول بها لمرحلة القبول والألفة أمر صعب يحتاج إلي وقت وجهد لذا وجب ألا تتعجلي في الحكم علي بيئة العمل أو علي زملائك قبل أن تقتربي منهم لفترة كافية.
أختي الكريمة : إن اكتساب الشخصية المقبولة اجتماعيا والفعالة في علاقاتها أمر هام للناجحين في حياتهم ولعلها أهم ميزاتهم في هذه الحياة أن يمتلك المرء القبول والحب ممن حوله ، ولكن كيف نكتسب تلك الميزة ونصنع تلك الألفة مع الأخرين ؟؟
للإجابة هناك مهارات عدة تكسبك تلك الشخصية الناجحة الفعالة ، إن تم الأخذ بها فسيحقق لك ذلك الكثير من السعادة والنجاح في علاقاتك وحياتك كلها :
• التعلق بالله تبارك وتعالي: لا شك أن منشأ العلاقات الناجحة هو تحقيق القبول من الأخرين وقد ورد الحديث الصحيح قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ : ” إِنِّي أُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبَّهُ “ . فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يَضَعُ لَهُ الْقَبُولَ فِي الأَرْضِ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ الأَرْضِ ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ : ” إِنِّي أُبْغِضُ فُلانًا فَأَبْغِضْهُ ” . فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ : إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلانًا فَأَبْغِضُوهُ فَيُبْغِضُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ فَيُبْغِضُهُ أَهْلُ الأَرْضِ. والشاهد من الحديث أن يوضع لمن أحبه الله القبول في الأرض وأنظري لكلمة الأرض ولم يقل الناس وفي هذا شمول للقبول في كل ما يحيط بالإنسان حتي الجمادات والزروع وكل ما يراه أو يمر عليه في حياته.
• المرح والمشاركة: وهذا من أعظم المداخل النفسية لإقامة العلاقات وعليه يجب أن تتشاركي مع زملائك في الفقرات المفتوحة وتعرفي مواعيد مناسباتهم الخاصة وتهادينهم لا لتنالي القبول فحسب ولكن لأن النبي الكريم علمنا المشاركة بالتهادي في الفرح والمواساة في الحزن ولا يزال لك علي زملائك يد عليا ما كنت تحسني إليهم وتتشاركين معهم.
• الثقة بالنفس: أختي الكريمة إن حاجة زملاء العمل وحتي الأصدقاء إلي قدوة عملية وناجحة في الحياة أكبر من حاجتهم لمن يتغامزون به أو يتضاحكون عليه أو يضايقونه ، ولن تحققي النجاح إلا إن وثقت بنفسك فألقي عن خاطرك هواجس كلماتهم وغمزاتهم أو عدم القبول بصورة عامة ، وأنصرفي إلي صناعة ذاتك وتحقيق التفوق والإبداع في قولك وعملك ، وهنا تقوي ثقتك بنفسك وتتولد ثقة من حولك بك فيتحقق الإحترام والقبول من الأخرين.
• تقديم النفع للغير: أحب الناس إلي الله أنفعهم للناس وهذه القاعدة تتطابق في حق محبة الناس لمن ينفعهم ولا نقصد بالنفع النفع المادي المباشر فقط ولكن الكلمة الطيبة والثناء عليهم والنصيحة الهادئة لهم وحفظ أسرارهم قبل حفظ أماناتهم والأخيرة تجلب محبة وتقدير الناس بصورة لا تتصورها وأذكركي أن قريش كلها كانت تحفظ الأمانات في بيت النبي لثقتها في أمانته رغم عدائها لدعوته.
• طيب النفس ورحابة الصدر: وهي من الأخلاق التي يتميز بها القادة والناجحون في حياتهم فالتغاضي عن الأخطاء والهنات من الأخرين والترفع عن المشكلات الصغيرة تلقي في نفوس الناس خاصة الزملاء محبة لا تضاهيها محبة.
• البسمة مفتاح القبول: في الحديث تبسمك في وجه أخيك صدقة وهي كما يقول علماء التنمية مفتاح الناجحين إلي القلوب ولا شك أن تبسمك في وجوه زملائك – دون تكلف زائد – يفتح لك قلوبهم ويساعدك علي كسب مودتهم.
• الكلمة الطيبة: وهي صدقة كما قد علمت من الحديث الشريف وهي مفتاح القلوب ومنها الشكر لمن يقدم لك خدمة ومنها الدعاء لغيرك بالخير ومنها الثناء علي الناس بما يحسنون دون تملق ومنها النصيحة المتجردة المخلصة للأخرين وهي أعظم علامات الحب بين الأصحاب والأصدقاء والزملاء.
• عليك بالصدق في الحديث: الصدق في الحديث أقرب طرق الوصول إلي القبول بأن يثق بك وبكلامك كل من حولك من الزملاء ، ولا يحملك علي طلب القبول من الغير أن تسقطي في فخ الكذب ونقل الإشاعات ، فإن كثير من الناس لحاجتهم لصرف الزملاء إليهم يكثرون من الغيبة والنميمة والخوض في كل أمر دون تثبت ولا علم.
ختاماً : أذكركي أختاه بأن كل ما أشرت إليه عام في زملائك من الرجال والنساء ، أما فوق ذلك من التقارب والعلاقات الخاصة والإتصال المباشر والتقارب خارج العمل فهو للنساء خاصة كما علمنا ديننا ونصت علي ذلك النصوص الصحيحة الصريحة.
أدعو الله أن ينعم عليك بالسعادة والنجاح وأن يرزقك الرضي ويضع لك القبول في الأرض إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو المستعان لما فيه الخير وهو الهادي إلي سواء السبيل.