حب من طرف واحد

أكتوبر 23, 20230

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إخواني الكرام في هذا الموقع، جزاكم الله خيراً. أريد أن أطرح مشكلتي لديكم، عسى أن يجعل الله على يديكم ما يساعد على رفع الضيق عني. المشكلة هي كالآتي:

أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، وأعاني من الخجل بشدة. لم تكن لدي أي علاقات مع الجنس الآخر، ولا أجيد التعامل معهم. ولم يكن هذا الأمر يشغلني كثيرًا في الماضي، رغم أن أصدقائي لديهم علاقات عاطفية. إلا أنني قبل شهرين تقريبًا، تعرفت على ابنة عمي خلال إحدى المناسبات. كانت فتاة محجبة ذات خلق وأخلاق طيبة، وقد أعجبت بها.

وفي سياق قدر الله، بدأت تتواصل معي عبر موقع التواصل الاجتماعي. وكانت تتصل بي لإيقاظي لأداء الصلاة وتحثني على الصلاة.

الله هداني بفضله وبفضلها، وأصبحت ملتزمًا بأداء الصلاة والعبادة، والحمد لله، وهكذا استمرت حياتي حتى الآن.

ومع مرور الوقت، زاد إعجابي بها وكبرت مشاعري تجاهها. قررت أن أصارحها بمشاعري لكن هذا الأمر لم يكن سهلًا.عندما قررت أخيرًا التحدث معها ومشاركتها مشاعري، كان الجواب صادمًا لي. استقبلت مشاعري ببرود، وأخبرتني أنها تعتبرني مثل أخ لها. وقتها، لم أكن قادرًا على الإعتراف بمشاعري لها.

على الرغم من رفضها لمشاعري، واستمرت في مراسلتي. ولكن هذا الأمر جعلني متناقضًا، فبعض الأيام كانت تبدو كأنها مهتمة بالتواصل معي، وبعض الأيام أخرى كانت تبدو باردة تجاهي. وكوني شخصًا خجولًا لم أكن أدري كيف أتعامل مع هذه التقلبات.

تلقيت أخبارًا بأن شخصًا آخر قد تقدم لخطبتها، وهو أخ لخطيب أختها. لكنهم رفضوه بدعوى استكمال دراستها. هذا الخبر أحزنني، ولكنه في نفس الوقت أعاد لي بعض الأمل.

لكن هذا الأمر جعلني مترددًا بشأن التواصل معها. أخشى أن يكون الأمر مكررًا وأن يكون لديها عدد آخر من المعجبين. في الوقت نفسه، لا يمكنني تجاهلها تمامًا.

أقرر بأن أقلع عن مراسلتها وأحذفها من موقع التواصل الاجتماعي. ولكن هذا القرار لم يستمر طويلاً. بعد أسبوع، شعرت براحة بعدم التفكير بكثرة فيها. لكنني لا زلت أشعر بالقلق والضيق في صدري وأفتقدها عندما لا تتصل بي.

ومع ذلك، أنا أعلم أن المراسلة بيننا تعتبر حرامًا وغير مسموح بها دينيًا. أرغب في أن يكون علاقتي بها حلالًا وأن يتمتع الأمر برعاية الله.

أتردد بين عدم مراسلتها لكي لا تبتعد عني أكثر وبين محاولة التواصل معها من جديد. هذا الأمر يسبب لي الكثير من القلق والحزن.

أخوتي الأعزاء، أنا في حيرة كبيرة. أنا شخص خجول، ولم أكن لدي علاقات عاطفية سابقة. أرجوكم، ساعدوني وارشدوني حول كيفية التعامل مع هذه المشكلة التي ترهقني.

بارك الله فيكم.


 

الإجابة:

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه وتبعه بإحسان إلي يوم الدين وبعد ،،

أخي الحبيب : أهلا ومرحبا بك في موقعك ” المستشار ” وأشكر لك ثقتك فيما نقدم من النصح والتوجيه وأدعو الله أن تجد عندنا ما يروي ظمأك ويهدي قلبك ويوفق وجهتك.

أخي الحبيب : دعني بداية أضع بعضاً من النقاط التي ذكرتها موضع الإتفاق ليكون ذلك مرشداً لنا في يلي من الإجابة لسؤالك.
وأول ذلك : أن كل علاقة غير علانية وواضحة بين الجنسين هي علاقة خاطئة والأصل وضوح العلاقات أي كانت وأذكر قول حبيبك المصطفي : ” الإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس “.
ومشروعية النية الصالحة إن وجدت فهي لا تجيز العمل الفاسد ولا شك لدي في أن نيتك من وراء ما ذكرته الزواج ولكن هذا لا يعني أن تصل إليه بغير السبيل الشرعي الذي علمنا إياه الشرع الحكيم وسنة النبي الكريم وفعل سلف الأمة الصالح.

أخي الحبيب : كل ما ذكرته من تفصيلات عرض لمشكلة واحدة وهي شغف قلبك بشيء متوهم غير حقيقي، وحتي إذا سلمنا بحسن قصدك من الرغبة في الإرتباط بتلك الفتاة فإن العبرة في الخطوبة بكل أبعادها إن تمت هي التعارف والتفاهم لتؤهل المخطوبين للزواج، وليست فترة للحب أو شغف القلوب ببعضها وإن كان الميل القلبي مما لا إرادة للمرء به ولا سلطان جازم عليه إلا أن المرء محاسب علي المداخل التي أدت لذلك والأعمال التي ترتبت علي تلك المشاعر.

أخي الحبيب : خذ قرارك الأن عبر الإستخارة والإستشارة فصلي ركعتين وأتلو دعاء الإستخارة ثم استشر من تطمئن لرأيه من أهلك ممن تثق بهم وأخبره بحقيقة مشاعرك تجاه قريبتك وبرغبتك في الزواج منها فإذا تم لك ذلك  فتقدم لخطبتها فإما وافقت وهذا ما ترجوه وإما رفضت وفي هذه الحالة يكون من الطبيبعي أن تقطع كل صلاتك بها سواء عبر وسائل التواصل أو غيرها ولا عبرة حينئذ لها أن تطلب بغير ذلك من استمرار للعلاقة أو التواصل.

أخي الحبيب : يظن بعضنا أن الحب هو أمر يصيب المرء فيحصل له من النشوة والتخيل والسعادة ما يملاء عليه نفسه ويريح باله وهذا وصف للحالة المزاجية ولكنه أبداً ليس حقيقة الحب فالحب أولاً نية داخلية للعفة والصلاح ثم رغبة معلنة ثم عمل صالح مشروع ( الزواج ) وهو ذمة وعهد ثم حياة من المودة والرحمة والتسامح فلا تضيع علي نفسك كل تلك الدرجات لرغبة عاجلة أو حالة مؤقتة ولكن أعزم المسألة وجدد النية أنك لن تفعل إلا ما يرضاه الله سبحانه وتعالي ولن تتخذ خليلة تصاحبها وتذكر قول الله تبارك وتعالي ” فانكحوهن بإذن أهلهن وأتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان” 

أخي الحبيب : خطوات ثلاث أذكرك بهن، اجعلهم طريقك لتحقيق صفاء النفس، أوقف الذنب وصحح النية وأطرق البيت من بابه ؛ وما عليك بعد ذلك الإ دعاء الله أن يرزقك الخير حيث كان وحيث كنت ثم يرضيك به.

ختاماً : أدعو الله أن يهبك ما تقر به نفسك ويطمئن إليه بالك وأن يهيأ لكم الخير والنجاح ما تحقق به سعادة الدنيا ورضا الله في الأخرة.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها *

العنوانالمقر الرئيسي
قطر - الدوحة - منطقة اللقطة
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي