السؤال:
السلام عليكم أنا مصري مقيم في السعودي’ منذ شهرين أعمل في مزرعة بموجب عقد عمل وراتبي 1200 ريال سعودي وكنت أعرف هذا قبل أن اتي إلي العمل ولكني فوجئت بعد أن أخذت اول راتب لي أني انفق كثيرا لاغراض المأكل والمشرب والاتصال اي أني وجدت نفسي اعيش بالغربه ودخلي الشهري لا يرقى الى ما كنت أتمنى
وخلاف هذا فأنا أشعر برغبه شديده في العودة الى مصر إلى أولادي وزوجتي وأهلي اي أني اشعر بالحنين إلي أهلي ودائما اعيش احلام اليقظه في اغلب أوقاتي قبل نومي وأثناء عملي
ارجو أن تفيدوني هل أكمل رحلتي ام أعود الي مصر رغم أن العودة حاليا صعبه حيث من الممكن الا يسمح لي صاحب العمل بالعوده في الوقت الحالي وأنا اطمح في العوده مره اخري ولكن هناك فرصه لي بعمل اخر اكثر ربحا وراحه نفسيية وجزاكم الله خيرا.
الإجابة:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي أله وصحبه ومن والاه
أخي الحبيب : أهلا بك في موقعك مستشارك الخاص، وأشكر لك ثقتك فيما نقدمه من النصح والفائدة وأدعو الله أن يلهمك الصواب والرشادفي سائر أمرك وأن يوسع عليك في رزقك وأن يجمعك بأهلك قريبا عاجلا يا رب العالمين.
أخي الحبيب : أما العودة الأن فلا أنصحك بها، لسببين الأول أنك حديث عهد بالغربة وتحتاج إلي وقت لتستطيع تقييم الموقف بدقة ( مثلا أنت تشتكي من الكلفة العالية ومن الممكن التعامل مع ذلك عبر الطعام الجماعي أو تعديل طريقة الإتصال بالأهل ليكون عبر الإنترنت فتوفر مصاريف عالية وهكذا ) والأمر الثاني أنني لا أريدك أن ترجع إلا في وقت أجازتك الطبيعية لكي لا يقال عنك فشل في سفره ولم يحقق شئ ويكون ذلك أمر سئ في حياتك وبين أهلك ( ولم أجد في كلامك من الأسباب المقنعة ما يدفع للعودة السريعة ).
أخي الحبيب : تعديل وضعك في العمل أو تغييره في قابل الأيام يعتمد علي عدة نقاط هامة :
- الإستعانة بالله: وهي رأس الأمر وعمود كل بناء صالح، وهي أن تعتمد علي الله وتكثر من الإستغفار والدعاء أن يزقك الله ما تحب وتتمني وأن يوسع عليك في رزقك وأن يحفظ أهلك في غيابك.
- الإتقان في عملك: وهو أمر شرعي وواجب حياتي ولا بديل عنه لأي راغب في النجاح فعليك أن تجتهد في عملك بكل قوة وحماس حتي تكون أفضل من عمل لدي من تعمل معهم فيرغبون في إرضائك وتنال استحسانهم وثنائهم وهذا أول طريق تعديل وضعك وزيادة أجرك، أو الإنتقال لما تحب من العمل عند غيرهم بموافقتهم في المستقبل.
- عدم العجلة في الإدخار: وتلك قاعدة نجاح يغفل عنها كثير من المغتربين، لأن الإغتراب أخي كبدء مشروع جديد يحتاج إلي وقت حتي يؤتي يقر أساسه ويؤتي ثمرته، فلا تتعجل في إرسال المال لمصر ولا تتعجل في إدخار المال فتعيش حياة لا راحة فيها ولكن أحسن إلي نفسك وأطب مطعمك وملبسك وأعلم أن ذلك يحفزك للإتقان ويجعلك دائما في خير صورة ومثال للقانع برضا ربه المحسن لنفسه دون إسراف.
- الصبر مفتاح الفرج: لا شك أخي أنك تفتقد أهلك وولدك ولكن تلك ضريبة الغربة عن بلادنا لكن منا من يجعل ذلك سبيل للضجر والحزن والتشكي ومنا من يجعلها سبيل لمزيد الجهد والإتقان في العمل والشوق إلي الأهل ليكون لعودته طعم أخر لا يذوقه من لم يفارق أهله، وأعزم في نفسك أنه متي تهيأت الظروف في بلدكأن تعود أو أن تجلب أهلك إليك في سفرك فتسعد بصحبتهم ويسعدون بصحبتك.
- حدد هدفك من السفر: أكتب مجموعة أهداف قصيرة المدي وطويلة المدي وكمثال عملي أكتب كم تريدأن ترسل إلي أهلك خلال هذه الفترة بصورة شهرية، ثم أكتب كهدف بعيد كم تريد أن يكون راتبك بعد 3 سنين من الإغتراب وما هو الوضع الوظيفي الذي تتمني أن تكون عليه وأين تريد أن تعمل بعد 3 سنوات من الجهد والإتقان في العمل.
- أوصي أهلك: أدم توصية أهلك بتقوية علاقتهم بالله تبارك وتعالي، والحرص علي تحفي أولادك القرآن والحرص علي صلاتهم الإجتماعية في غيابكوأعلم أن القاعدة أنهم بخير ما كنت أنت بخير وأجعل نصب عينيك قول الله تعالي ” وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا “.
أخي الحبيب : السعي لكسب الرزق أمر من أوامر الله لعباده المؤمنين وهو فعل كل الناجحين والإيمان برزق الله هوعين اليقين للإيمان بالله ( ولله خزائن السماوات والأرض ) والحسن البصري كان يقول علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فأطمئن قلبي، وما عليك الإ الأخذ بالأسباب والسعي وسيأتيك ما تتمني وترجوا دون تعجل فإن الله لا يعجل بعجلة أحدنا كما علمنا سيدنا رسول الله في الحديث الشريف.
ختاماً : أدعو الله أن يزقك من العمل ما تحب وتتقن وأن يوسع عليك في رزقك وأن يجملك بتاج الإيمان به سبحانه والتوكل عليه والرضي بقضاءه إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل.