ليس لدى هدف

أكتوبر 24, 20230

السؤال:

أنا انسة ابلغ من العمر37 سنة اعمل محامية منذ ما يقارب 15 سنة وقد اكتشفت أن وفتى وعمرى يضيع دون أن أحقق ما أحلم به باحتصار لأنه لم يكون لى هدف حقيقى أعيش لأجله لذلك اطلب مساعدتكم فى ذلك وارجو منكم عرض بعض الافكار التى تناسبنى بالنسه لسن والوظيفة علما بأنه ليس لدى مكتب خاص وارغب فى ترك المكتب الذى اعمل به من حوالى 10 سنوات واشعر أنى ارغب فى بدأ حياتى من جديد وارجوا أن يكرمكم الله ويوفقكم وشكرا.


الإجابة:

بسم الله ……………………….

أختي الكريمة : شعرت بكل كلمة قلتيها، وهي تعبير صادق عن حال كثير من الناس، من فقد الهدف والعمل دون طموح وهذا من أشد وأقسي ما يمر به الإنسان حتي وإن ظن من حوله أنه سعيد اجتماعياً أو ناجح ماديا.

أختي الكريمة : إن الشكوي التي تعرضينها تدل علي مرحلة نضج واتضاح تمرين بها، وهي أول الطريق لتحقيق كل ما تتمنينه من الخير في قادم الأيام، وقد وضح من كلامك صدق نيتك لتحقيق التغيير والتطوير لحياتك.

أختي الكريمة : أعظم السقوط الذي يصيب الإنسان فقد الطموح والرغبة لأسباب غالباً ما تكون نفسية وشعورية في حقيقتها وإن ارتبطت ببعض المعاني المادية كضعف الدخل أو كبر السن أو تأخر الترقية في العمل وهي أسباب يجب أن تدفع الإنسان للتميز والترقي بدلا من الكسل أو الخوف من المستقبل.

أختي الكريمة : لا تجعلي من نظرة الناس أو كلماتهم قائد لحياتك فمن كان همه كلام الناس لم ينفع في عمل أبداً، والأولي أن تجعلي لنفسك أهداف واضحة وتسعين في تحقيقها وربنا يقول : ( وقل أعملوا ) ويقول : ( إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ).

أختي الكريمة : الإنسان الناجح ينظر الي الماضي علي أنه كنز التجارب والخبرات، لذا اجعلي من عملك الماضي كله عنصر بناء في حياتك القادمة الناجحة والمتميزة بإذن الله.

أختي الكريمة : سأدلك عبر خطوات عملية نحو التغيير الذي تأملين بفضل الله تعالي :

– الإتصال الوثيق بالله: عبر دوام مراقبته والأنس بكلماته والإغتراف من معين السنة المطهرة والإكثار من الصلاة و الذكر والدعاء والقيام وكل تلك الأمور هي مصداق قوله تعالي ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك .. ).

– الرضا عن الله : لا يدفعك النظر إلي غيرك للتأسف علي حالك بأي صورة سواء كانت مادية أو اجتماعية، فالعبرة في التعلق بمعاني الرضا والإكثار من شكر الله علي نعماءه التي لا تحصي ولا تعد والله تعالي يقول : ” لئن شكرتم لأزيدنكم “ والرضا معني قلبي متي أكتمل عكس أثره علي كل حياتك، وقد أثر أن أحد الصالحين مر برجل مقطوع الرجلين والذراعين يقول الحمد لله الحمد لله الحمد لله فتعجب من صنيعه وقال علي ما تحمد الله قال الحمد لله الذي أعطاني قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً.

– التفوق والتميز المهني: أنت أعلم بحالك هل أنت راضية عن أداءك المهني الحالي أم يحتاج إلي مزيد من التطوير والتحسين، ربما عبر دورات تدريبية أو دراسات تكميلية أو الإنتقال للعمل لدي مكتب أخر المهم تحقيق الهدف وهو التميز والتمكن المهني الكامل، وهو من أهم أسباب الثقة بالنفس ومزيد الرزق بفضل الله الكريم.

– الإختيار المتأني: لطبيعة العمل الذي يناسب المرحلة السنية والمكانة المهنية سواء بالإستمرار في العمل لدي مكاتب خاصة أو الإلتحاق بالشئون القانونية لشركة أو الإستعداد لفتح مكتبك الخاص، علماً بأن افتتاح المكتب الخاص له ضروريات إدارية وفنية بالإضافة للكفاءة والخبرة والتميز المهني.

– التطوع والعمل الخدمي: من أهم دروس علماء التنمية في تحقيق السعادة قولهم سعادة المعطي خير من سعادة الأخذ والعمل التطوعي والخدمي سيساعدكي كثيرا في كسر حالة الملل والسأم من العمل وكذلك نشر الخير في المجتمع وتوزيع السعادة علي الأطفال والمساكين والأيتام.

– البعد الإجتماعي: توثيق الصلة بالأهل والأقارب ومزيد الإهتمام بهم يعطي معني جديد للحياة، فلا تتأخري في الأخذ بالأسباب في هذا الإتجاه والسعي في خدمة أهلك بكل ما تقدرين والحرص علي تحقيق الألفة والسعادة الإجتماعية.

– ثقي بنفسك: لعلك تقولين ما بالثقة بالنفس ؟  المقصود هو أن تعطي لنفسك حالة من السعادة النفسية وتتمميها بالسعادة الشكلية لتحققي الثقة بالنفس عبر الإهتمام بملابسك وبشكلك أمام المجتمع وأن تحسني في إختيار وانتقاء كلماتك وأساليب التعامل مع كل من حولك، وهذا مما دعا إليه الإسلام فقال النبي ” ما من شئ أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق “.

 

ختاماً أختي الكريمة : أدعو الله أن يحقق لك من السعادة والنجاح فوق ما تتمنين، وأن يهيأ لك من العمل ما تحققين به التفوق والتميز والإبداع، وأن ينعم عليك بالحياة الإجتماعية السعيدة والهادئة إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو المستعان لكل خير.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها *

العنوانالمقر الرئيسي
قطر - الدوحة - منطقة اللقطة
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي