السؤال:
أنا شاب مصري مقيم باوروبا منذ عامين مع والدي والاسرة حين قدمت إلي المانيا كنت ابلغ 16 عاما لم يكن لدي هدف لحياتي كنت أعيش حياتي ما بين الدروس والمدرسه واللعب والخروج مع الاصدقاء وكنت اعتبر نفسي أنني المسئول عن أخوتي الأصغر مني بعد صفر أخوتي الأكبر مني للدراسه بي اوروبا مع والدي وكنت قد انتهيت من الصف الاول بالثانوية المصرية قبل مجيئي لاوروبا درست للصف الثاني الثانوي وامتحنتها بالسفارة المصريه ونجحت بها بمجموع جيد الان أنا في السنه الاخيرة من الثانوية للسنه الثانية والسبب أنه كان من المفترض أن أسافر لمصر لإجراء امتحانات الثانويه ولكن للاسف بعد تخويف أقارب والدي له من الوضع الأمني في مصر والإعتقالات المستمره لم اسافر والان تبقي ما يقرب من 6 اشهر وأنا لست أدري اأخدع نفسي ام والدي ام من اخدع فأنا اجلس وكأنني اذاكر ولكن للاسف لا اذاكر فاشرد في التفكير عن المستقبل وكم أنني اتمني أن اكون من اشهر رجال الاعمال في العالم ولكن حتي الان فانا لم اذاكر المواد الدراسيه ولم انتهي منها ولو مره مع العلم انه عندما لم اسافر المرة الاولي لاجراء الامتحانات جلست بعدها ما يقرب الشهرين دون المذاكره والان والدي يريدني ان انتهي من الثانويه كي ادرس طب واصبح طبيبا مثل اخوتي الاكبر مني ولكن لم يرق لي مجال الطب يوما فأنا احب التجاره والعمل الحر وأن لا اكون مقيد تحت امرة احد في عمل ما او ما يشبه ذلك
ولكن كل ما تمنينه في حياتي أن اصبح رجل اعمال ولكن لا ادري ما التخصصات التي قد تاهلني الي ذلك ؟ وهل بإمكاني ان اذاكر المواد الدراسيه في 6 أشهر القادمه واحصل مجموع جيد يؤهلني الي تلك الدراسه ؟
في النهايه او ان اخبرك بشعور غريب وهو اشعر أنني تائه في هذه الحياه لا اجد منها مخرجا او مفر يؤدي بي الي الطريق الصحيح
هل يمكنكم إرشادي كيف احدد مصيري ومستقبلي ؟ وكيف أستطيع أن اصل إلي حلمي ؟
الإجابة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وعلي أله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلي يوم الدين
ولدي الحبيب : بداية أشكر لك ثقتك فيما نقدم من النصيحة والتوجيه ، والحال الذي تمر به حال كثير من الشباب في نهاية المرحلة الثانوية حيث الشعور بضغط نفسي وعائلي أملا في النجاح وتحقيق اعلي الدرجات مع استحضار مشاعر الخوف المتزايد من ضياع الوقت وعدم إدراك ما فاتك ، فضلاً عن معاناة في العودة للمذاكرة بعد فترة انقطاع نتيجة تأجيلك الإختبار ، لكن الناجحين ينظرون للأمور بعقلانية ولا ترهبهم ضغوط الوقت أو المشاعر السلبية من الضغوط المختلفة.
ولدي الحبيب : أحيانا وبعامل الضغط العائلي يهرب العقل للتفكير في المستقبل بعيداً عن تكليفات الواقع ومتطلبات المرحلة وهذا استدراك خفي لإستنزاف الوقت والطاقة دون عمل ، ومهما كان ما تحلم به لنفسك في المستقبل – سواء وافق هوي والدك أو اختلف معه – فهو أمر لاحق ومؤجل والعمل المطلوب الأن هو الدراسة والإنتباه للمذاكرة والتحصيل دون ضغط أو إكراه أو تكليف من أحد أي كان.
ولدي الحبيب : النجاح متعدد المراحل والتعلق بالمستقبل وأوهام العمل المناسب غير قابلة للتحقيق دون تفوق وتميز دراسي ، والتعلل بضيق الوقت غير وارد لأن الوقت مناسب جدا وإذا أردت الحقيقة فغالب الطلاب في مثل تلك المرحلة لم يبدأ فعلياً في الضغط النهائي والإستعداد الختامي للإمتحانات وما عليك أن مضي بعض الوقت ، العبرة فيما تبقي لك من الوقت وحسن استثمارك له علي الوجه الأمثل.
لعلمي بالحال الذي تشعر به والإحتياج الذي تسعي إليه سأعطيك بعضا من النصائح العملية التي تعينك وتدفعك للأمام بإذن الله :
السعادة والراحة الكبري لن تجدها الا بالقرب من الله واستمداد العون والمساعدة منه سبحانه وتعالي ، فجدد عهدك مع الله واستعن به في قضاء كل حوائجك وهو عند ظن عبده به فأحسن الظن وأيقن بالإجابة.
النجاح كما يقول العلماء 1% حظ و 99% جهد وما عليك أن مضي بعض الوقت العبرة كما يقولون بالخواتيم والمهم عملك في قادم الأيام.
لا تفكر في المستقبل البعيد الا بقدر ما تعمل في الواقع فكثيرين غرتهم أحلامهم فناموا ولم يعملوا واسيقظوا ليجدوا أنفسهم في ضياع ودون مستقبل أصلاً.
ضع هدفك لهذه السنة وليكن تقدير مرتفع دراسياً ودرجة من الترقي في العبادات من الفرائض والسنن وقسم وقتك بعناية لتحقق تلك الأهداف والنجاح.
ابتعد أثناء مذاكرتك عن المشغلات والصوارف كالنت والتلفزيون والموبايل والألعاب بمختلف أنواعها وكن عند ظن والدك بك وانتظر من الله العون إذا أحسنت العمل ( إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ).
النجاح في أن تكون رجل أعمال في مستقبلك يعتمد علي النجاح الأن فيما يوكل إليك من مهام وأعمال وأول ذلك المذاكرة والقيام بحقها والفهم الكامل للدروس المختلفة ولا بديل لك عن النجاح بتفوق حتي تصل إلي ما تريد.
ختاماً أدعو الله أن يهديك لما يحبه ويرضاه وأن ينعم عليك بنعمة معرفته والأنس به والسعي إليه
ولا تنسي وصاياي إياك إعمل بها وتوكل علي الله فمن توكل علي الله كفاه والله الموفق لما فيه الخير وهو المستعان وإليه المصير.