ترك الدراسة لممارسة الهواية

أكتوبر 24, 20230

السؤال:

أريد ترك دراستي و أن أذهب لأتدرب في نادي كرة قدم و أصيح لاعبا مع نادي كبير و عمري الان 17 لكن أمي خاصة لا تريدني أن أترك الدراسة و كلما تحدثت معها في هذا الأمر تبدأ بالكلام معي بصوت عال

والداي لا يريدانني أن أحقق حلمي في هذه الدنيا و هما لا يريدانني أن ألعب كرة القدم….ماذا أفعل؟


 

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي أله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلي يوم الدين
ولدي الحبيب : بداية أشكر لك توجهك بالسؤال إلي موقعنا ، وإن دل ذلك علي شئ يدل علي حاجة ماسة للإستشارة وستجد بإذن الله جوابا شافيا عما سألت عنه ولدي الحبيب ، وكثيرين من الشباب في مثل سنك وأقل وأكبر يحبون كرة القدم وهي هوابتهم الأولي والبعض منهم يجد في نفسه قدرا من الإتقان والتميز الذي يجلب الثناء عليه من المتابعين والصحاب ، ولكن هذا لا يعني التفرغ لتلك المهارة وهذه الموهبة خاصة أن عمر 17 ليس بالصغير الذي يقبل بسهولة في الأندية المحترفة.

ولدي الحبيب : أحيانا ولشدة الضغط العائلي في مسألة المذاكرة يجد الشباب وكمجال للتخلص من هذا الضغط التفرغ لممارسة نشاط يبعد بهم عن الدراسة والضغط ومثل ذلك من يريد التفرغ لنشاط تجاري أو حرفة صناعية أو كمثل حالك رياضة يحبها ولكن الحقيقة أن الدافع ليس محبة تلك الرياضة أو الإنتفاع من تلك المهارة أو ممارسة تلك الحرفة ولكن حقيقة الدافع هو التهرب من ضغوط الدراسة خاصة في مرحلة الثانوية التي يتضاعف فيها الضغط مع تغيرات فسيولوجية وتطور جسماني يسبب الإضطراب خلال تلك الفترة الهامة.

ولدي الحبيب : إن الوالدين وإن بدا منهما معارضة لممارسة تلك الرياضة فإنما ينطلقون من محبة حقيقية وحرص علي مستقبلك وأنت تملك بإجتهادك وحسن تنظيم وقتك أن تحقق كل ما تتمني وتأمل.

ولدي الحبيب : لعلك من أميز الاعبين ولكن من يستطيع أن يؤكد ذلك ؟؟ المتخصصون نعم ، وهذه نصيحتي لك لا تبدأ الممارسة المحترفة بالتفرغ والسعي لترك الدراسة علي أمل النجاح والتميز في ممارسة الرياضة واحترافها ، ولكن لا مانع من زيارة بعض الأندية والتعرض لإختبارتها ثم التدرب بصورة دورية مع المذاكرة وهذا لا يمنع ذاك والقاعدة تقول سير وأنت تعمل واعمل وأنت تسير أي سير في ما تريد تحقيقه من أهدافك وأمنياتك وأعمل الواجب عليك ولا تتخلي عنه أثناء سعيك لأمنياتك.
ولعلمي بطبيعة ما تمر به خلال هذه المرحلة سأُجمل لك نصيحتي في صورة نُقاط عملية :

 

– أعلم ولدي الحبيب أن كل نجاح يبدأ من النجاح في العلاقة بالله سبحانه وتعالي وكل سعادة دون السعادة بالله لا شئ ، فقوي علاقتك بربك وأعلم أنه عند ظنك به فظن بربك وبقدره لك الخير وستجد كل الخير منه بإذن الله سبحانه وتعالي.
– تأكد أن هدف والديك سعادتك ونجاحك وإن اختلفت معهم في بعض الأمور.
– لابد أن تتأكد من قدراتك ومهاراتك بالإختبار علي يد متخصصين وفي أندية محترفة.
– أعد النظر للدراسة علي أنها ضرورة وليست أمر شكلي وتذكر حال الكثيرين الذين حين أصيبوا وتركوا مجال اللعب وخرجوا من الملاعب لم يسمع لهم صوت ولم يكن لم أثر وهذا الأمر وليد الإرتباط باللعب دون الدراسة.
– من المستحب أن تتفق مع والديك أن تهدف خلال فترة الثانوية أن تهدف للإلتحاق بدراسة تخدم المجال الرياضي الذي تحب ( معاهد التربية الرياضية أو معاهد التدريب الرياضي أو كليات العلاج الطبيعي).
– التغيير في نسق التعامل معك من أهلك وتقبل والديك للأمر الذي تتمني سيكون وليد أمرين الأول تفوقك الدراسي والثاني تميزك الرياضي وشهادة أهل الإختصاص لك بالتميز والإجادة.
– التوازن بين المذاكرة والرياضة أمر لا بديل عنه خاصة للمتميزين من أمثالك.
– إياك والحزن او الغضب من والديك مهما بلغ كلامهم أو شدتهم معك فعقوق الوالدين ولو بكلمة سبب السقوط في الدنيا وحبط العمل في الأخرة.
– إذا أحببت أن تطبع تلك الإستشارة وتعرضها علي والديك فستكون كوثيقة اتفاق بينكما خلال الفترة القادمة.

 

ختاماً ولدي الحبيب أدعو الله أن يوفقك ويسعدك في الدنيا والأخرة ، وأن يوفق وجهتك لما فيه الخير والنجاح وأن يفتح عليك بفضله وجوده سبحانه وتعالي ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو المستعان وإليه المصير.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها *

العنوانالمقر الرئيسي
قطر - الدوحة - منطقة اللقطة
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي