السؤال:
أنا في الصفِّ الثَّاني ثانوي، وأشعرُ بأنَّني منعدمةُ الثقةِ بالنَّفس، وﻻ أستطيعُ التَّحدثَ كثيراً وبثقةٍ مع الآخرين، وﻻ أستطيعُ أن أتأقلمَ بسهولةٍ مع الآخرين، ولديَّ طموحٌ في أن أكونَ مُهندسة، ولكن في هذهِ المرحلة أصبحتُ خائفة جداً من أن ﻻ أُحقِّقَ طُموحي، وأشعرُ بأنَّني أتوترُ كثيراً عند دخولي اﻻمتحان، وﻻ أستطيعُ التَّركيز، مع العلمِ بأنَّني متميَّزة في دراستي منذُ بداية العامِ الدِّراسي، ووالدي يقولُ لي: يبدو أنَّك ستتراجعي عن مستواك، فأصبحتُ ﻻ أثقُ أيضاً في هذا الشَّيء، وأريدُ أن أتحدَّثَ، وأن أكون اجتماعية أكثر، ولكن ﻻ أعلم كيف؟!.
الإجابة:
ابنتي العزيزة : بداية أشكر لك سؤالك والذي ينم عن وعي متميز بما تعانين منه ووصف مختصر لما تحتاجين العون فيه وهذا حال المتميزين الذين يستطيعون تقدير نقاط القوة والضعف ومن ثم يسعون لإكتساب الثقة لتحقيق نجاحهم وسعادتهم. ثم أدعوا الله أن يوفقك لما تحبين وترغبين وفيما يرضيه سبحانه وتعالي وأذكركي أن الأجر علي قدر المشقة وأن النجاح سلم وليس باب ؛ خطواته متدرجة لا تعرف التوقف ولا يعطي شيكاً علي بياض لأحد ولكنه يعطي من يعطيه والله تعالي يقول ( إن الله لا يضيع من أجر من أحسن عملاً ).
ابنتي الكريمة ان إكتساب سمة الثقة بالنفس وامتلاك مهارات الشخصية الإجتماعية هي حالة نجاح غالية تحتاج إلي جهد مضاعف كبير ولكنه غير مستحيل وإليك خطوات ذلك :
- أساس النجاح يكمن في الإقبال علي الله تعالي وإستمداد العون والقوة منه سبحانه وتلك أول خطوة تعزز الشخصية وتحقق النجاح فمع الصلاة ينضبط اليوم ويتهيأ البدن وينشط ومع القرآن تنبني العقلية الواعية وتكتسب الحكمة المعجزة ومع الأذكار يُصرف الشيطان وتهتدي النفس وتتنزل رحمات وفيوضات وأرزاق الله تعالي وهكذا الصيام والقيام وسائر الطاعات فأكثري من الدعاء أن يرزقك الله النجاح والتوفيق.
- منطلقات الثقة بالنفس هي الإيمان الكامل بقضاء الله وقدره ” ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصبك “ ثم الإيمان بالقدرات الشخصية ” استعن بالله ولا تعجز “ والرضا عن جميل نعم الله علينا والإمتلاء بروح التفاؤل والأمل ومهم جدا صحبة الناجحين الواثقين بأنفسهم وعدم الإستماع أو الإلتفات للمثبطين والميأسين.
- الأن وبصورة عملية قومي بصياغة أهداف هذه السنة ونوعي بين الأهداف لتشمل الإيماني والصحي والنفسي وليكن همك الأكبر هدفك لهذا العام الدراسي ولا تنازل عن السعي للمركز الأول ثم أتبعي صياغة الأهداف ببرنامج عملي للمذاكرة بعدد ساعات محددة يوميا وتحديد المواد التي تراجع علي أيام الأسبوع.
- أنظري من تحبين من أهلك أو أصدقائك فأخبريه بخطتك للمذاكرة وخذي رأيه عن تطوير تلك الخطة وأساليهم المساعدة في المتابعة لتحقيق النجاح فيها.
- عليك بمزيد العناية بمظهرك واختيار الملابس المتناسقة والإنتباه لحركات جسدك عبر النظر في عيون من تكلميهم والسير بصورة هادئة متزنة واستخدام اليدين في أثناء الحديث.
- التحضير الجيد للجمل والكلمات قبل النطق بها وهذا يساعدك لتكون أحاديثك قوية ومؤثرة.
- التسجيل بكشكول النجاح وهو دفتر تسجلي به انجازاتك اليومية ومدي تنفيذك لبرنامج المذاكرة وما أنجزت من خطوات الخطة التي قمت بتدوينها.
- اشطبي من قاموس كلماتك لا أقدر ولا أستطيع وأخاف وأبدليها أقدر وأستطيع ولا أخاف.
- كما أنصحك بقراءة كتاب قوة التحكم في الذات للراحل إبرهيم الفقي وهو كتاب رائع أو كتاب الثقة الفائقة لجيل لندنفيلد وهو من أكثر الكتب مبيعا في العالم.
أنني وبعد تدريبي العشرات من الشباب والبنات علي مهارات الثقة بالنفس أستطيع أن أجمل لك خبراتي في كلمة واحدة