ابنتى عنيدة

أكتوبر 24, 20230

السؤال:

السلام عليكم لدي ابنة في السادسة من عمرها و متعبة جدا و حركية جدا جدا ما شاء الله عليها و لا تدرس و تجنني لتكتب كلمة واحدة بين القفز و البصاق علي والاستهبال و غيرها من الأشياء ، و فوق هذا كله لسانها طويل جدا جدا ولا تحترم الا والدها مع أنني استخدمت معها مبدأ الحرمان و الضرب ولا فائدة ترجو من ذلك فبالعكس اصبحت تزداد اذية و تستهين بالامر كما نقول مات قلبها و لم تعد تلك الوسائل تنفع معها المشكلة أن لا لجام عليها و لا تهاب مني ولا من جدتها و تحرجنا أمام الناس و تضربنا و المشكلة الاكبر أنها ذكية لكن ذكاءها لن ينفعها لأنها ترفض الدراسة و تريد اللعب و اللهو فقط حتى مدرساتها يقلن انها كثيرة السرحان و شاردة الذهن وتريد اللعب فقط فماذا افعل سيضيع مستقبلها هكذا وكل يوم صراخ طوال النهار و بكاء و ضرب تعبت جدا جدا منها حتى أنني أريد أن ابتعد عنها والجدير بالذكر انها ابنتي الوحيدة و انا امرأة مصابة بالاكتئاب الشديد و ثنائية القطب لذا فلم استطع تربيتها منذ صغرها و كانت دائما عند جدتها و مع هذا فهي لا تحترمها ولا تهاب منها ايضا …………. ساعدوني ارجوكم على تربيتها و إمساك بزمام الامور معها فمازالت صغيرة و لدي امل في موقعكم الطيب أن يرشدني للحلول والطرق المجدية معها و شكرا لكم .


الإجابة:

أختي الكريمة:

بداية أشكر لكم جميل عرضكم لما تعانين مع ابنتكم العزيزة وإن دلني ذلك علي شيء فقد دلني علي روحكم الطيبة التي تجهد في التفكير بتحسين الحال وتجميل التربية ؛ خاصة أن ابنتكم لا تزال صغيرة السن وهذا أساس من أهم أسس الإستجابة والإكساب الحقيقي وكذا دلني عرضكم علي مفاتيح العلاج وأول الخطوات نحو ذلك هو تغير بعض القناعات السلبية التي تمنعنا عن تحقيق أهدافنا وهي كما يلي :

  • الإبتعاد عن المشاعر السلبية اليائسة ومن باب أولي القناعات السلبية عن بنتنا الصغيرة وذلك بأن تتأكدي أن هذه العوارض التي تصفين تحدث مع غالب البنات والأولاد في هذا السن وأحيانا في سن أقل منه وأول العلاج أن نتخلص من الضغط النفسي المتولد من فهم مغلوط عن حجم السوء أو شديد الخطورة وغيرها من المعاني التي تمنعنا من التحرك نحو الأفضل وتحقيق التغيير المنشود وتذكري حديث النبي الكريم ( تفاءلوا بالخير تجدوه ).
  • إن الحماس الزائد ومزيد النشاط ودوام الحركة هو سلاح ذو حدين فهو من ناحية مرهق ويحتاج للكثير من المتابعة والإهتمام الا أنه في ذات الوقت مصدر إنطلاق هائل ومحور نجاح مثير إذا تم إستغلاله وأذكركم بمثل عملي علي عظيم تلك المنحة التي حباكم الله بها ومقارنة ذلك بمن ولد لهم أولاد غير أسوياء كيف يتعاملون معهم وكم العنت الذي يجدوه في العناية بهم ورعايتهم.
  • إن تنويع أساليب التربية واستخدام أكثر من وسيلة والمراوحة بين الترغيب والترهيب دلالة علي الفهم الجميل وكذا إمتلاك المهارات التي تؤهل لنجاح التربية والإكتفاء بوسيلة واحدة هو أول الطريق لرفض المعاني التربوية من الأبناء علي إختلاف مستوياتهم وأعمارهم وليس لحالة ابنتنا الجميلة فحسب.
  • لابد من الإشتراك بين الوالدين وباقي الأهل في التربية وكذا تحقيق المسئولية المشتركة داخل البيت وهذا أساس رئيس من أسس البيوت الناجحة والأسر الفعالة المتميزة.

 

 

النصائح العملية:
  • الإستعانة بالله تبارك وتعالي ولا مانع من صلاة ركعتين طلبا لمعونته وهدايته لإبنتنا ولا غضاضة إذا تصدقنا بصدقة بنية العون من الله في تربية ابنتنا العزيزة.
  • إطلاع الوالد الكريم علي تلك الرسالة والتباحث بشأن الخطوات العملية ليتناسب الأداء ويتناغم لتحقيق الهدف المنشود.
  • التوقف التام عن التعنيف الجسدي ( الضرب خاصة المبرح والشديد ) واجتناب مناداة ابنتنا بالألفاظ أو الألقاب التي تقلل من شأنها بأي صورة ومناداتها بإسمها أو بأحب ألفاظ الدلال الي قلبها.
  • زيارة المدرسة وإطلاع المشرفة التربوية وإخصائية مساعدة الطلاب علي تلك الخطوات ليتناغم أداء المدرسة مع أداء البيت ويستحب زيارة المدرسة بصورة دورية للإطلاع علي المستوي الحقيقي لإبنتنا بالإضافة لإشعارها بثنائية المتابعة.
  • البدء الفوري في توظيف الطاقات التي تتمتع بها ابنتنا العزيزة عبر الإشتراك لها في نادي أو نشاط حركي لتفريغ الطاقة الهائلة وتجنب كبت الطاقة والتنبيه علي المدرسة للإشتراك في مختلف الأنشطة المصاحبة لليوم الدراسي.
  • البدء في تحفيظ ابنتا القرآن ويحبذ من شيخ أو معلمة متخلقين بأخلاق القرآن للبدء بغرس القيم الإسلامية من مثل الحياء والصدق وأداب بر الوالدين.
  • التقرب من ابنتنا بالخروج معها والقيام باللعب معه لإزالة حالة الشد والجذب السابقة وإدخال السرور عليها وبهذا نمتلك قلبها ويسهل تهذيب أخلاقها.
  • البحث عن الرياضات أو الأنشطة التي تحبها ابنتنا وتوجيهها لإستثمار الطاقة في اتقان تلك المهارة مثل السباحة أو أي رياضة هي تحبها لتصرف بها الطاقة الزائدة والنشاط الحيوي المذكور.
  • حكايات قبل النوم من الأمور التي تقرب الأولاد من أمهاتهم وممكن أو تتناولينها بأسلوب تربوي عن فتاة تتغير للأحسن فتحقق السعادة والنجاح والتفوق والمكتبة العربية زاخرة بالعشرات من مثل تلك القصص الهادفة.
  • الحرص علي تنويع الأساليب في متابعة الدراسة بين المشاركة معها في حل الواجبات وتوفير البيئة الملائمة لذلك ومن الممكن أن تتشاركي مع الوالد في هذه العملية في البداية نظرا لإحترامها لوالدها وبعد ذلك تكون مستعدة لعملية المتابعة دون وجود الوالد الكريم.
  • إيجاد أدوات التحفيز التي تحبها البنت واستغلالها في التربية والإستيعاب من مثل أكلة تحبها أو قصة ملونة تحبها أو لعبة جديدة نشتريها لها أو أصحاب تحب الجلوس إليهم أو الخروج معهم.

وهناك الكثير في هذا الباب من الوصايا والحكم وأنصح بقراءة كتاب تربية الأولاد في الإسلام للدكتور عبدالله ناصح علوان أو تربية الأولاد لمحمد سعيد مرسي وكلاهما مهمين جدا وبهما الكثير من القواعد الشرعية والطرق التربوية المعتمدة في تربية الأولاد والتغلب علي المشكلات والسلبيات النفسية والسلوكية.

أدعو الله أن يبارك في بنتنا الجميلة وأن يرزقها الهداية والعفة وأن ينفعكم بها في الدنيا وأن تكون خطوة من خطواتكم وأبيها علي طريق جنة الله في الأخرة اللهم آمين يا رب العالمين.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها *

العنوانالمقر الرئيسي
قطر - الدوحة - منطقة اللقطة
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي