السؤال:
هل يمكن أن أغير من ذاتي ؟
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
ولدي الحبيب : أهلا ومرحبا بك في موقعك ” مستشارك الخاص “، وأحمد الله علي ثقتك فيما نقدم من الإرشاد والتوجية والنصيحة المخلصة، كما أشكر لك همتك العالية وسعيك لتحسين ذاتك والإرتقاء بها وهو فعل الناجحين النابهين أدعو الله أن تكون منهم.
ولدي الحبيب : ما أجمل أن يجينا هذا السؤال وتلك الإستشارة من شاب في مقتبل عمره يلتمس النصيحة والتوجيه ليصل إلي تمام النجاح والسعادة التي يتمنها ويسعي إليها كل الناس وان غفلوا عن معني الإستشارة وأهميتها.
ولدي الحبيب : إن السعي لتنمية الذات وتطويرها أمر في غاية الأهمية بل والوجوب، وأقول هذا لمن هو ناجح ومتقدم في حياته فضلا عن من تأخر فهو واجب للجميع علي إختلاف أحوالهم ومشاربهم.
ولدي الحبيب : إن أبلغ ما يدفع المرء لتطوير ذاته الإستعانة بالله والنظر في عاقبة أمره والإنشغال بالسعي لإرضاء الله وتحقيق رضاه وبلوغ درجة المؤمن الصادق.
ولدي الحبيب : لتطوير الذات مجالات لابد من العمل عليها وعلي رأسها الناحية الروحية والناحية الإجتماعية والناحية الصحية ثم يلي ذلك الناحية المهنية ومما يقوي دافعية المرء لتغيير نفسه وتعديل حاله إمتلاكه للثقة بالنفس والتي تقوي بالرضا عن الذات والبحث عن مواطن القوة داخله والعمل علي تنميتها.
- ولدي الحبيب : إن معادلة تطوير الذات الرئيسية هي ” تعرف إلي نفسك – حدد أهدافك – انطلق بكل قوة ” وهذه المعادلة علي قصرها تحمل عشرات التطبيقات العملية التي سأجملها لك في نقاط واضحة ليسهل عليك استيعابها وسهولة تنفيذها :
التعرف علي النفس: عملية هامة جدا لبدء التطوير والتحسين وتعني أن تقوم بتحديد أهم مميزاتك ومهاراتك وتحدد أهم سلبياتك ونقاط ضعفك بصورة مكتوبة، ولا مانع من سؤال من تأنس لرأيهم وتثق بهم في أهم نقاط قوتك وضعفك وأن تأخذ تلك النصائح بعين الإعتبار حين تبدأ في التسجيل.
تحديد الأهداف: بعد هذا التسجيل المحكم لنقاط القوة والضعف أبدأ في تحديد أهدافك من منطلق تجويد النقاط الإيجابية وحسن استثمارها وتخطي النقاط السلبية وعلاجها بصورة عملية، كما لابد من صياغة تلك الأهداف تسعي إليها في شكل خطة عمل وعدم الإقتصار علي التمني أو التخيل بل لابد من تحديد ما تريده بصورة واضحة مكتوبة محددة الوقت للتنفيذ.
ترتيب الأولويات: الخطة الناجحة تعتمد علي اولويات تحدد بها اتجاهات الأهداف وهذه الأولويات لابد أن ترتبط بالمجالات التي حددتها لك سابقاً علي الترتيب، وأهم تلك الأولويات التي أراها لازمة لنجاح خطتك – أولوية توثيق علاقتك بالله ثم تقوية العلاقات الإجتماعية ثم استثمار هواياتك وتنميتها.
أهم الأولويات: لا يتم للإنسان أي نجاح في حياته حتي تقوي علاقته بربه لذا لا تبدء في صياغة أهدافك المهنية أو الإجتماعية أو غيرها حتي تصوغ أهدافك الإيمانية ومنها الصلاة علي وقتها والأذكار وورد تلاوة القرآن وغيرها من الأهداف الإيمانية والعبادية
إدارة الوقت بفعالية: ولدي الحبيب إن أكثر ما يعطل خطواتنا التطويرية والتحسينية عدم الإهتمام بقيمة الوقت وحسن إدارته والوقت هو أنفس موارد الإنسان وبناء علي اجادة استغلاله تتحقق الأهداف والأمنيات ولهذا ينبغي أن تتحول أهدافك وأولوياتك إلي جدول عمل يومي تحافظ علي تنفيذه ولا يمنك من ذلك أي شئ أبداً.
العزم والإنطلاق: إرادة التغيير التي مكنتك من السؤال والإستشارة هي المؤهلة لك لتكمل طريق تطوير ذاتك وتنميتها، فعليك بتنمية تلك الإرادة والتمسك بها وأن تمكنها من نفسك عبر التدبر في أهدافك وما تسعي إليه من النجاح والله تعالي يقول ( فإذا عزمت فتوكل علي الله ).
الثقة بالنفس أثناء الإنطلاق: الثقة بالنفس هي العامل الأهم فيتحقيق النجاح في كل حياتك فضلاً عن تخطي ذلك الشعور باليأس ومواجهة الإحباطات المتكررة، وأول خطوة لتحقيق الثقة بالنفس هي الرضا عن ربك تبارك وتعالي والإعتراف بما ساقه الله لك من الخير وأوله معرفتك لنفسك ثم سعيك الدائم للتحسين من وضعك وتحقيق السعادة والنجاح.
دائرة النجاح: لابد من تعديد مجالات ومحاور الأهداف وهذا الأمر من أهم مزايا التخطيط المتوازن والإستراتيجي، فلا تصرف كل طاقتك في محور أو جانب واحد وليكن بداية العمل علي المحاور التعبدية والإجتماعية والمهنية حتي لا تصاب بالملل من التركيزعلي جانب واحد.
ولدي الحبيب: أثناء انطلاقك لابد أن تصادف موانع وعوائق ومشغلات وهي اختبارات متجددة لقوة إرادتك وعظيم طموحك ووضوح هدفك وصدق عزمك، ورسولنا الكريم علمنا الأخذ بالأسباب وعدم القعود بقوله: ( استعن بالله ولا تعجز )، وخير ما تواجه به تلك الموانع والعوائق الإستعانة بالله ودوام استمداد القوة والعون منه تبارك وتعالي ولا يكون ذلك بغير توثيق الصلة به عبر الحفاظ علي الصلاة ودوام تلاوة وتدبر القرآن وشغل اللسان بطول الذكر والدعاء وغيرها من الطاعات التي تجلب عون الله ومدده.
ختاماً أدعوا الله أن يوفق وجهتك ويرزقك من الخير ما تسعد به في الدنيا والأخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو المستعانوالهادي إلي كل خير وإلي الصراط المستقيم.