السؤال :
السلام عليكم أنا شاب عادي بس مشكلتي إنى كسول وبدين نفسي أكون نشيط وعندي شخصية قوية وكمان أنا بسوف كتير جدا وعمري ما عملت خطة وعرفت أنفذها وكمان مش عارف احدد اهدافي مش عارف اعمل اية او ابدأ منين ممكن تساعدني.
الإجابة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد: فإن ما ذكرته يرد إلينا من كثير من متابعينا وهو ما يؤكد علي بلوغك حدا لا تقبل معه في الإستمرار بلا هدف واضح وخطة عملية لبقية حياتك تصلح فيها ما فسد وتحقق فيها ما تأمل وترجو.
أخي الحبيب : بداية أجدني فخور بك لصراحتك وحسن ظنك فيما نقدم، وأدعو الله أن يوفقنا للنصيحة المخلصة والفائدة التامة لك بإذن الله تعالي، وأول ما توقفت عنده في كلماتك قولك ” مش عارف احدد اهدافي ” وها أنت أخي تخطو أول خطوة نحو تحقيق أهدافك بطلب الإستشارة وهذا طلب يقود لنجاح كبير بإذن الله تعالي.
أخي الحبيب : قبل أن أذكر لك النقاط العملية التي أجدها مناسبة لبدء التغيير في حياتك أذكر لك بعض قواعد النجاح التي تلزمك وتلزم كل ناجح ومتميز في الحياة.
– التعلق بالله والأنس به: إن أي شخص يرغب في النجاح والسعادة عليه أن يتفقد إيمانه وفي هذا ورد ” ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب “ (البخاري). فعليك أخي بالتعلق بالله في أداء ما أفترض الله عليك والتشبث بالسنن والنوافل والتعلق بكتاب الله تلاوة وتدبر وعمل.
– حتمية التغيير: التغيير والتحسين المستمر هو فعل ملازم لكل الناجحين والمتميزين في التاريخ وليس مرتبط بوضع ولا بشكل ولا بنوع ولا بحالة محددة.
– معرفة الداء نصف الدواء: فالإعتراف بالتقصير تجاه النفس وأبعاد ذلك التقصير وتحديد نظاهره ونواحيه المختلفة، ثم سؤال من نثق برأيهم أول الطريق نحو ما نسعي إليه من النجاح والسعادة.
– قيمة حياتك وشبابك: مرحلة الشباب التي تحياها أخي هي أغلي ما يملك الإنسان ومقدار النجاح الذي يحققه يتوقف علي إستثمارها والإستفادة بها ، وأنت بعد لا زلت في أول الطريق ولا يزال هناك متسع كبير في قادم أيامك للتطوير والتحسين والتميز.
– التسويف القاتل: إلا أن التسويف والتأجيل هما عادة الكسالي الذين يجعلون من يومهم غدهم ومن غدهم عامهم القادم ، فينصرفون عما يجب إلي ما لا يجب فتضيع حياتهم فيما لا قيمة ولا أهمية له.
– لا تكن شخص عادي: يقول الرافعي إذا لم تزد في الحياة شئ فأنت نفسك زيادة علي الحياة ، ولعل تلك الكلمة هي مفتاح الجواب لسؤالك ، والعبرة منها ألا تكون شخصاً عادياً ولكن شخصاً عظيماً مهماً.
وفيما يلي النقاط العملية التي أنصحك بها لتحقق ما تتمني وتزيل ما تشكو منه بإذن الله تعالي :
– الإتصال بالله تبارك وتعالي : بأن تعد ورد محاسبة مصغر يحتوي علي صلوات الفريضة وتلاوة القرآن وأذكار الصباح والمساء وما تنوي من الأعمال والسنن.
– الثقة بالنفس : بأن تتخلي عن الألفاظ المحبطة والكلمات السلبية وأن تتحلي بصفات الواثقين بأنفسهم عبر الحديث الإيجابي عن نفسك وعدم الدخول في مهاترات كلامية ولا جدال مع غيرك.
– تحديد الأهداف : ولتكن في البداية أهداف قصيرة المدي “حفظ جزء يسير من القرآن ، الحصول علي دورة في تخصصك الدراسي ، رحلة عمرة” وغيرها كثير من الأهداف التي تجعل لحياتك وجهاً أخر.
– صحبة الناجحين : وهي مما لا غني لناجح عنه فالصاحب ساحب والمرء علي دين خليله كما جاء في الحديث الشريف، والمقصود أن تبحث فيمن تعرف عن نماذج ناجحة في حياتها العملية لتصحبهم فينالك بصحبتهم أنس الصحبة وجميل القدوة.
– لا تضيع وقتك : الوقت هو الحياة وعلامة النجاح جودة استغلاله فعليك بالإستيقاظ المبكر والنوم المبكر والحرص علي ساعة اليد وليكن شعارك قول أحد الصالحين “إن الليل والنهار يعملان فيك فأعمل فيهما”، فلا تضيع وقتك أو جزء منه بغير فائدة تتعلمها أو صالح تفعله.
– ممارسة الرياضة : بتحديد موعدين أسبوعين لممارسة الرياضة بحد أدني ساعتين لكل مرة، بالإضافة للمشي نصف ساعة يومياً مشي متزن – مقصود لذاته – بلباس رياضي في مكان مفتوح.
– الطعام الصحي : فتبعد عن الإكثار من اللحوم خاصة الحمراء والدهون وكثرة الوجبات وتكثر من الفاكهة والخضروات والسوائل الطبيعية وإياك والمياة الغازية والمايونيز وغيرهما من مفسدات البدن.
– الإهتمام بمظهرك : وهو من سمات المتميزين، فتسرح شعرك وتخرج في أبهة حلة من بيتك وتناسق بين ملابسك في ألوانها وطرازها وتختار ما يناسب سنك وجسمك ويرفع قدرك ويملائك ثقة بنفسك.
– تخير كلامك وابتسم : أعد ما تريد قوله وأختر من الكلام أقله وأوضحه وأحسن إلي كل من حولك باللفظة الطيبة واللمسة الحانية والبسمة الرقيقة وتذكر “الكلمة الطيبة صدقة، وتبسمك في وجه اخيك صدقة”الحديث.
ختاماً : أذذكرك بالإلتزام بكل ما اتفقنا عليه وسيظهر لك أثر عظيم في الأجل القريب وسيهيأك ذلك لكتابة خطة حياتك كاملة بإذن الله تعالي، أدعو الله ان يسعدك بجميل القرب منه والأنس به وأن يرزقك من الأصحاب من يعينك وينفعك ومن العلم والعمل ما تحب وترجوا إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو المستعان لما فيه خيري الدنيا والأخرة.