السؤال:
مشكلتي تتلخص فى أننى عايز أعمل حاجات كتير وفى نفس الوقت مش عارف اعمل ايه و مش عارف هدفى أيه (عايشها زى متيجى ) و مش عاجبنى حالى ده و مش عارف نفسى ولا إمكانياتي
الإجابة:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وأله وصحبه وسلم
أخي الحبيب : أهلا ومرحباً بك في موقعك مستشارك الخاص ،وأسأل الله أن تجد في ما نقدم من النصح ما تأمل وتتمني وأن يهديك الله لما يحبه ويرضاه من خير الدنيا وجزاء الأخرة.
أخي الحبيب : إن الحالة التي تصفها حالة متكررة يكاد يعيشها غالب شباب العالم العربي ولست وحدك فيما تصف ،ولكن الفارق الذي أجده عندك سعيك لتغيير تلك الحالة وسؤالك الذي وجهته إلينا أكبر دليل علي ذلك.
أخي الحبيب : قولك ” عايز اعمل حاجات كتير ” هو أمر في غاية الأهمية لأن النجاح يكمن في إرادة النجاح ولا يبقي مع تلك الإرادة إلي بعض المهارات الازمة للنجاح وهي كالتالي :
- قاعدة الإنطلاق: إن أول خطوة في رحلة النجاح في الحياة أن توثق علاقتك بربك وهذا هو الهدف والغاية من خلق الإنسان وفي ذلك قال الله تعالي ” وما خلقت الجن والإنس الإ ليعبدون “.
- البحث عن الذات: لابد في البداية أن تبحث عن ذاتك وتحدد أهم المزايا التي تمتلك والمهارات التي لديك ،ومن الممكن التعرف علي تلك المهارات عبر سؤال من تثق برأيهم من إخوتك وأصدقائك عن تلك القدرات والمهارات.
- التفوق الدراسي: لعلك تقول كما كثيرين الدراسة ماشية وخلاص وهذا خطأ كبير يمر به كثير من الشباب خاصة مع التعليم المصري الغير مُحفز ولكنك لست كغيرك حين سألت وحين أردت التغيير ،وعلي هذا لابد ان يكون أولي أولوياتك التميز والتفوق الدراسي ( ولا يقتصر التفوق علي تحقيق الدرجات أو التقديرات المرتفعة ولكن الفهم والتحصيل المتميز والإتقان الحقيقي لكل ما تدرس مع تجديد النية في ذلك لله ورغبة في تحقيق ذاتك في الحياة وطلباً لرفعة أهلك وأمتك ).
- صياغة الأهداف: لابد من صياغة أهداف تسعي إليها وعدم الإقتصار علي قولك ( عايز اعمل حاجات كتير ) لابد من تحديد ما تريده بصورة واضحة مكتوبة محددة الوقت للتنفيذ والإ تحول ما تريده لمجرد أمنيات وأحلام.
- ترتيب الأولويات: التخطيط الناجح يعتمد علي اولويات تحدد بها اتجاهات الأهداف وهذه الأولويات لابد أن ترتبط بأمرين الأول حالتك ومرحلتك السنية والثاني مهاراتك وقدراتك التي حددتها ،وأهم تلك الأولويات التي أراها لازمة لنجاح رحلتك نحو النجاح – أولوية توثيق علاقتك بالله ثم تحقيق التفوق الدراسي وفي ذات السياق تقوية العلاقات الإجتماعية وبر الوالدين ثم استثمار هواياتك وتنميتها.
- إدارة الوقت بفعالية: أخي الحبيب إن أكثر ما يعطل خطواتنا نحو النجاح عدم الإهتمام بقيمة الوقت وحسن إدارته والوقت هو أنفس موارد الإنسان وبناء علي اجادة استغلاله تتحقق الأهداف والأمنيات ولهذا ينبغي أن تتحول أهدافك وأولوياتك إلي جدول عمل يومي تسجله في كل ليلة قبل النوم وتحاسب نفسك عليه في نهاية كل يوم قبل تسجيل واجبات وأعمال اليوم التالي.
أخي الحبيب : أثناء تلك الرحلة المميزة نحو النجاح لابد أن تصادف موانع وعوائق ومشغلات وهي اختبارات متجددة لقوة إرادتك وعظيم طموحك ووضوح هدفك وصدق عزمك ،وخير ما تواجه به تلك الموانع والعوائق الإستعانة بالله ودوام استمداد القوة والعون منه تبارك وتعالي ولا يكون ذلك بغير توثيق الصلة به عبر الحفاظ علي الصلاة ودوام تلاوة وتدبر القرآن وشغل اللسان بطول الذكر والدعاء وغيرها من الطاعات التي تجلب عون الله ومدده.
ختاماً أدعوا الله أن يوفق وجهتك ويرزقك من الفهم والعمل ما تسعد به في الدنيا والأخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو المستعان لكل ما فيه خير وهو الهادي إلي سواء السبيل.