الثقة وبناء الذات

أكتوبر 24, 20230

السؤال:

مشكلتى يا فندم إنى أنا بتقمس كل شخصية عجبنى نفسى اكون زيها أى شخصية يعنى مرة أكون مغنى راب ومره أكون لاعب كورة ومره أكون لاعب العاب قوى ومره ابقى عايز اكون مبرمج المشكلة اللى انا متغير كل ما ادخل فى مجال و الاقى الطريق مسدود ادخل على حاجة تانية وابداء من جديد وانسى القديم كأنى اول مره اعملها يعنى انا كنت كل شوية اغير اسمى على النت الى اسماء ناس مشاهير وكنت ببقى فرحان اوى لما الناس كانت بتندينى بيها المشكلة اللى انا بستسلم بسرعة حتى مبفكرش انى انا أحل مشكلتى انا مش عارف اعمل ايه أرجوك ساعدني.
—————————————————

الإجابة:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وآله وصحبه وسلم
ولدي الحبيب : أهلا ومرحبا بك في موقعك مستشارك الخاص ،وأشكر لك ثقتك فيما نقدم من النصح والتوجيه والإرشاد ،كما أدعوا الله ان تجد فيما نقدم لك الفائدة المرجوة والنصيحة المخلصة والجواب الشافي لكل ما تسأل عنه.

ولدي الحبيب : إن البحث عن الجديد والتغيير المستمر حالة محمودة وعلاج أخطاء كثرة التغيير والبحث عن الجديد أسهل بكثير من دفع الشخص الغير متجدد وكثيرا ما تستشيرنا أسر وأمهات ومربين عن علاج الجمود أو الكسل لذا فلا تجزع مما أنت عليه ففيه فوائد عدة فقط إذا أُجيد إستغلال تلك الطاقة وحسن توجيهها ،دعني بداية أحدد وإياك السبب من وراء كل ما تشكو منه ومتي حددنا سبب المشكلة سهل علينا علاجها وتخطيها بإذن الله ،معظم ما تشكو منه ولدي الحبيب يوضح أنك بحاجة لوجود الهدف الذي تسعي إليه وتبذل فيه وقتك وطاقتك المتميزة وكذا تحتاج لبناء الثقة بنفسك والتي بإذن الله ستكون علاج لكل ما ذكرته.

تنبيه هام

ولدي الحبيب : إن التردد والتغيرات الكثيرة الغير ثابته والغير منطقية أحيانا كلها متناسبة لخصائص تلك المرحلة السنية التي تعيشها فضلاً عن صعوبة الإنتقال بين المراحل الدراسية المختلفة دون تأثر – من المرحلة الثانوية إلي المرحلة الجامعية – وهذا التنبية هدفه أن يزيل عنك الإنزعاج ويرفع همتك لتحقيق ذاتك في قادم الأيام.

ولدي الحبيب : أحياناً يغلب الهوي والشهوات علي العقل والحكمة فتنصرف الهمة لتحقيق النزوات والتوقف عند الموضات واللهو من غير فائدة اقتداء بأصحاب لا هدف لهم أو اتباعاً لإعلام جعل القدوة في المغنيين والممثلين لا في العلماء والمجددين وعلاج ذلك القدوة الحسنة والتخلص من الشهوات التي تمنع الحكمة والإنصراف عن المعاصي التي تغرق صاحبها ولا يحسن معها نفعاً ولا لها دفعاً.

ولدي الحبيب : أساس بناء الذات وإكتساب الثقة بالنفس يكمن في الإقبال علي الله تعالي وإستمداد العون والقوة منه سبحانه والسعي إلي رضاه تبارك وتعالي وتلك أول خطوة نحو السعادة والنجاح فمع الصلاة ينضبط اليوم ويتهيأ البدن وينشط ومع القرآن تنبني الثقافة الإسلامية والقرب من الله ومع الأذكار يُصرف الشيطان وتهتدي النفس وتتنزل رحمات ومعونات الله تعالي وهكذا الصيام والقيام وسائر الطاعات فأكثر من الدعاء أن يرزقك الله من جميل فضله وعطاءه نفساً مطمئنة وروحاً منطلقة وحياة سعيدة ناجحة.

ولدي الحبيب: لعلمي بطبيعة المرحلة السنية التي تعيشها والتي تعتمد علي الناحية العملية والحركة السريعة فسأجمل لك نصيحتي في نُقاط عملية كالتالي :

 

-لا تنزعج مما تعاني منه فتلك أثار طبيعية متناسبة مع المرحلة العمرية ولما تمر بين من تغيرات دراسية من مرحلة لأخري.
-أول النجاح كما أخبرتك أن تنجح في علاقتك بالله تبارك وتعالي بالصلاة والقرآن والإكثار من الأذكار الحافظة من كل سوء.
-ابدأ بوضع قائمة أولوياتك للمرحلة المقبلة وعلي رأسها الجانب الدراسي والإجتماعي والصحي
-ضع لنفسك هدفاً دراسياً لهذا العام وليكن تحقيق معدل مرتفع من الدرجات كتطبيق عملي للسعي نحو الهدف في حياتك.
-من المهم أن يكون لك مجال تبرع فيه وتحترفه بسرعة حتي لا تضيع طاقاتك وتبعثر دون جدوي.
-احترف ما تحب: اسال من حولك ممن تثق بهم عن أهم مهاراتك وابدأ في إحترافها فإن كانت الرياضة فإشترك في نادي رياضي أو داوم زيارة صالة من صالات    الجيم المحترمة أو كانت هواياتك فنية فنمها بالممارسة وابحث عن يجيدها فتعلم منه أو غيرا من المهارات.
-معادلة النجاح والسعادة: ما أجمل أن تكون هواياتك وما تحب في داخل دراستك وما تحصل من العلم ساعتها ستحقق النجاح في الحياة والسعادة الشخصية والرضا عن النفس.
-قوي علاقاتك بأسرتك: حسن علاقتك بوالديك وإخوتك وأعلم أن من وصل رحمه وصله الله وأن الجنة تحت أقدام الأمهات وأن والدك وأهل بيتك أقرب الناس إليك وأحرصهم عليك وأنفعهم لك وقت حاجتك وفي كل وقت.
-صُحبة المتميزين: الصاحب ساحب كما في الحكمة المشهورة والمرء علي دين خليله كما علمنا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ، فأحسن انتقاء وقديما قال أحدهم عليك بمن إذا نسيت الله ذكرك وإن ذكرته أعانك.
-ابحث عن القدوة الحسنة: لا مانع من التقليد والمتابعة ولكن للناجحين المتميزين وفي هذا يقول القائل فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم .. إن التشبه بالكرام فلاح.
-الإستقلالية والتميز: اصنع لنفسك شخصية مستقلة متفردة وأعلم أن لكل منا هدف خلق لأجله ولن يحققه إذا كان مقلداً لغيره أبداً.

 

ختاماً أوصيك أن تكون نفسك دون تكلف وأن تبحث عن السعادة والنجاح بعيداً عن الشكل بالبحث في جوهر كل ما تعمل من علاقتك بالله وعلاقتك بأهلك وأصحابك وأن تكون عظيماً لا بكلام الناس أو انجذابهم واندهاشهم مما أنت عليه ولكن برضا الله عنك ونفعك لغيرك وهمتك في الخير والحق.
أدعو الله أن يبلغك غاية وجودك وأن يرزقك العلم والعمل وأن يفتح عليك بفتوح من عرفه سبحانه فرزقه من واسع فضله إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو المستعان لما فيه الخير والهادي إلي سواء السبيل

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها *

العنوانالمقر الرئيسي
قطر - الدوحة - منطقة اللقطة
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي