السؤال:
كيف أكون واثقة في نفسي؟
الإجابة:
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي أله وصحبه وسلم
أختي الفاضلة : أهلا ومرحبا بك في موقعك ” مستشارك الخاص “، وأشكر لك ثقتك فيما نقدمه من النصح والتوجيه والإرشاد، كما أدعو الله أن تجدي فيما نقدم خير عون لك لتحقيق كل ما تتمنين من خير وسعادة ونجاح.
أختي الفاضلة : إن الثقة بالنفس هي سمة الناجحين الأولي وكلما كانت تلك الثقة متحققة في انسان كلما كان أقرب للفوز بما يريده من الخير والنجاح، وما أقصده بقولي سمة التفريق بينها وبين المهارة إذ انها ليست امر سهل التدرب عليه أو إكتسابه في أمد قصير.
أختي الفاضلة :ما من أحد منا إلا وله من الثقة بالنفس نصيب، تتفاوت أقدار ذلك النصيب ولكنه موجود وما علينا إلا دفعه للبروز وإستثماره بالزيادة عليه والإضافة إليه عبر تقوية القناعة وإطلاق الإرادة والتحلي بصفات الواثقين بأنفسهم.
أختي الفاضلة : إكتساب سمة الثقة بالنفس يحتاج لمجموعة من القناعات الرئيسية ثم مجموعة من الأداءات العملية، وأول تلك القناعات الرضا عن الله في كل ما يصيب المرء من غني أو فقر – صحة أو مرض – سعة أو ضيق وعلمه بأنن تلك الحوال علي إختلافها ما هي الإ إختبار للعبد المؤمن، والنبي الكريم صلوات ربي وتسليماته عليه أخبر بذلك ففي الصحيح عنه قال : ” عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له “ وفي الحديث ” ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك “.
أختي الفاضلة : كما أن النظرة الإيجابية للنفس وما حباها الله به من نعم تعد قناعة رئيسية لدي الواثقين بأنفسهم وهي نقطة قوة لا تنفك تلازمهم أما إنشغال البعض بالحديث عن العمر صغُر أو كبُر حديث الضعفاء الذين يعدون الوقت حملاً لا أملاً ومعيقاً لا معيناً.
أختي الفاضلة : من أهم قناعات الواثقين بأنفسهم أن النجاح مسئولية مباشرة وقرار خاص فلا يتعذر الواثقون بالظروف أو المحبطات أو البيئة المحيطة بهم كسبب للقعود أو الفشل أو الرضا بالمنزلة الأقل أو الأدني.
أختي الفاضلة : للواثقين حياة غير ما ألفه الناس فالواثقين بأنفسهم يعيشون النجاح علي أنه عادة وليس ظرف إستثنائي أو موقف عابر كالتفوق الدراسي ثم الركون المهني أو كالنجاح في الحصول علي وظيفة ثم الركون وعدم الإتقان لها، الواثقون بأنفسهم يعيشون النجاح في كل يوم وفي كل لحظة ولا يتوقفون عن النجاح أبداً لأي سبب.
أختي الفاضلة : تلك بعض الآداءات العملية لتعزيز الثقة بالنفس :
- قومي بصلاة ركعتين بنية شكر الله علي ما حباكي الله من نعم وأفضال وأرزاق وهذا عين الرضا عن الله.
- أول خطوة لما نصبو إليه من الثقة بالنفس لا تتحق بغير تقوية علاقتك بربك تبارك وتعالي عبر الحفاظ علي الصلاة وخاصة صلاة الصبح وفيها قوله صلي الله عليه وسلم ( من صلي الصبح في جماعة فهو في ذمة الله ) ومعها طول التعلق بالقرآن الكريم تلاوة وحفظاً ثم الدعاء أن يرزقك الله الثقة بالنفس وشرط تحققها دوام التوكل والإلتجاء إليه سبحانه وتعالي.
- قومي بإحضار ورقة بيضاء كبيرة وضعي بها مجموعة علامات لا تقل عن عشرة وأكتبي أمام كل علامة ميزة من ميزاتك ونقاط قوتك، وإن أحببت بدلا من الكتابة التسجيل فلا حرج.
- قومي بكتابة مجموعة نقاط عملية لتحسين أداءك لعملك الوظيفي، ولا تتوقفي عن الطموح وابحثي في عملك دائماً عن الإبداع والتميز.
- أكتبي مجموعة من الأهداف التي تسعين إليها منذ فترة ولم تحقيقينها لعدم الجدية ولتكن ثلاثة كحد أدني وخمسة كحد أقصي.
- قومي بعمل برنامج عملي لتحقيق تلك الأهداف وليكن كمرحلة أولي خلال ثلاثة أشهر من الأن.
- قومي بترتيب الإستماع للبرامج الهادفة – حلقة كل يوم – كبرامج تنمية الذات والإدارة وهي كثيرة جدا ومتوافرة علي شبكة الإنترنت بكثرة وعليك بمحاضرات د طارق السويدان ود ابراهيم الفقي ود صلاح الراشد.
- عليك بمزيد العناية بمظهرك واختيار الملابس المتناسقة والإنتباه لحركات جسدك عبر النظر في عيون من تكلميهم والسير بصورة هادئة متزنة واستخدام اليدين في أثناء الحديث.
- التحضير الجيد للجمل والكلمات قبل النطق بها وهذا يساعدك لتكون أحاديثك قوية ومؤثرة.
- التسجيل بكشكول النجاح وهو دفتر تسجلي به انجازاتك اليومية ومدي تحقيقك لنجاح في الأهداف التي حددتها، وكم ما أنجزت من خطوات الخطة التي قمت بتدوينها.
- اشطبي تماماً من قاموس كلماتك لا أقدر ولا أستطيع وأخاف ولتكن كلماتك أقدر وأستطيع ولا أخاف.
أختي الفاضلة : إن ما ذكرته لكي بعض من كل وغيض من فيض ولكن أول الغيث قطرة وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة، ولا زلت أذكركي بأن الثقة من أجمل الرزق الذي إن أراد الله ساق لك منه بقدر تعلقك به وإلتجائك إليه.
ختاماً : أدعو الله أن يرزقكي خيري الدنيا والأخرة، وأن ينعم عليك بنعمة الرضا وفضيلة التوكل وسمة الثقة بالنفس، إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو المستعان والهادي إلي سواء السبيل.