العمل المباشر والنجاح الدائم والهدف الإستراتيجي
إن الضعف في إدارة الوقت مع وجود خطة أيسر من فقد الوقت مع عدم وجود خطة ولكن في نفس الوقت وجود خطة مع عدم السير في تنفيذها بصورة منضبطة سيملئ النفس حزناً وهماً علي ما تمت كتابته ولا ينفذ ومن هنا فنصيحتي إليكي أن تبدئي في تنفيذ برنامج خطة اليوم الواحد ( قائمة الأعمال اليومية ) وهي أقصر مدة من مدد الخطط القصيرة المدي وهي تعني أن تسجلي مهامك اليومية في كل ليلة كبرنامج عمل لليوم التالي وتتبعين ذلك بجلسة المحاسبة اليومية والتي تسبق التسجيل الجديد لبرنامج اليوم التالي ..
وبرنامج اليوم هو نموذج مصغر لخطة الحياة والتي تعني وجود هدف ثم إدارة الوقت لتحقيقه ثم المحاسبة والمتابعة والتقييم لمعرفة هل تحقق الهدف أم يحتاج لوقت إضافي لتحقيقه فمثلا قائمة الأعمال اليومية ستحتوي القيام بالأعمال المنزلية ومتابعة مذاكرة الأبناء والزيارات العائلية أو مكالمات هاتفية مهمة والقراءة العامة لزيادة الثقافة ومتابعة البرامج الهامة والنافعة في التلفزيون بالإضافة لغيرها من المهام التي تضاف حسب اليوم، وقبل تلك الأعمال لابد أن تشمل قائمة الأعمال اليومية الصلاة علي وقتها وأذكار الصباح والمساء وتلاوة كتاب الله وتناول بعضاً من الثقافة الإسلامية سماعاً أو قراءة.
إن الخوض في مباديء التخطيط للحياة ومهارات إدارة الوقت أمر يتعسر الإسهاب فيه لذا سأجمل لك بعضا من المبادئ التي تؤدي لنجاح برنامج خطة اليوم الواحد والذي سيكون في نجاحه فاتحة الخير لإدارة مثالية للحياة كلها بإذن الله :
– أكثري من الدعاء أن يرزقك الله نجاحا في حياتك وتحقيقا لأهدافك وألحي عليه سبحانه في الدعاء فبيده كل الخير والفوز والسعادة في الدنيا والأخرة.
– الحرص علي البكور واستثمار أوقات الصباح علامة التفوق والتميز والنبي الكريم يقول ( بورك لأمتي في بكورهم ) وقبلها علمنا ربنا أهمية التبكير وفضل من أدركه في كتابه العزيز ( والصبح إذا تنفس ).
– إياكم وإضاعة التسجيل اليومي لأعمال اليوم التالي فتلك الدقائق أغلي ما في اليوم كله يقولون ساعة التخطيط توفر أربع ساعات في أثناء التنفيذ.
– جلسة التسجيل لابد أن تقسم لثلاث مراحل الأولي تقييم اليوم الحالي ثانياً تسجيل أعمال اليوم التالي ثالثاً التركيز علي علاج أخطاء إدارة الوقت خلال اليوم وتلافيها في برنامج اليوم التالي.
– لا نخرج عن البرنامج المخطط له لليوم الا في أضيق الحدود وإذا كان علينا أن نختار بين أمرين فلنختر ما خططنا لتنفيذه ولنؤخر ما لم نحطط له ما لم يكن في ذلك مضرة أكبر.
وبعد تعديد تلك النقاط أذكركم بأن حالة النجاح ليست في أن تشمل قائمة الأعمال اليومية عشرات الأعمال ثم لا ننفذها أو لا نتقن أدائها ولكن خطة متوسطة المهام لا بالكثيرة المرهقة ولا بالقليلة المملة والتسجيل علامة النجاح الأولي والمحاسبة علامة النجاح الثانية والتعديل في كل يوم عن اليوم الذي سبقه علامة النجاح التي ستقود لحياة كاملة من النجاح والسعادة بإذن الله وفي ذلك يقول النبي الكريم ( من استوي يوماه فهو مغبون – ضعيف العقل – ومن كان يومه أسوء من أمسه فهو ملعون ) صدق رسول الله.
كما أنصحكم بقراءة كتاب مفاتيح النجاح العشرة للدكتور ابراهيم الفقي أو كتابه قوة التحكم في الذات وهما من مبادي إدارة الحياة وكذا إن أمكن فأنصحكم بالحصول علي دورة تدريبية ولو قصيرة في إدارة الذات أو مبادئ التخطيط أو دورة مهارات إدارة الوقت بفعالية.
وأخيرا أدعوا الله أن يوفقكم لكل خير وأن يرزقنا وإياكم النجاح في الحياة وتحقيق السعادة في كل ما نحياه من أعمال ومهام وأن نسعد به في الدنيا والأخرة.