يقولون خطة متميزة مع عدم وجود متابعة تساوي خطة ضعيفة، وخطة مقبولة مع متابعة قوية تساوي خطة متميزة، ومن هذا المنطلق نفهم ونعي قدر المتابعة والتقييم كعنصر مهم وفاعل في التخطيط لأي أمر نعمله أو مشروع نبدأه أو هدف نسعى له.
دعونا ابتداءً نعتبر التقييم مفتاح التخطيط الرئيسى وهذا التقييم مهم إجمالاً وفي مجال العمل والتخطيط المهني خصوصاً.
عالم الأعمال من أعقد العوالم وأصعبها خاصة في ظل الظروف الحالية والتي تعني الاقتصادات القوية – فضلاً عن الضعيفة – فيها أيما ضعف، كذلك طبيعة الأسواق المتقلبة والوظائف التي لم تعد في أمان كما في الماضي خاصة مجالات التعليم والصحة وقطاع الخدمات بصورة عامة.
ومن هنا يحتاج الانسان خاصة في ظل هذه الظروف أن يمتلك خطة تطوير لنفسه وامكاناته تجعله يملك فرصة أكبر ليزاحم ويربح، وليستطيع الحصول على مكان يجيد التعبير فيه عن نفسه، وليمتلك القدرة على الاختيار بدلاً من الرضى بالعمل أو المنزلة الأقل أو ربما التضحية به في أخر المطاف.
يبدأ التخطيط المهني بالمفتاح الرئيس كما ذكرنا في البداية وهو تقييم الفترة الماضية وما حقق الفرد فيها من نجاحات وما اكتنفها من اخفاقات، ثم يعقب ذلك تقييم الواقع ويمكن للفرد استخدام بعض برامج التحليل المشهورة كبرنامج SWOT لتحليل حياته المهنية، على أن يتبع ذلك بوضع أهم الأهداف للفترة القادمة وأنصح أن يكون برنامج وخطة العمل سنوية فهي أقرب للتحقق والنجاح.
كلما كان السير بلا رؤية كان سير للمجهول، وكانت العودة بعيدة مكلفة. لذا بمجرد أن تنتهي من مرحلتي التقييم للماضي وتحليل الواقع؛ ضع هدفاً مهنياً واضحاً كأن تحصل على وظيفة معينة، أو تترقى في عملك، أو تحصل على مكأفاة أفضل موظف، أو تنتقل إلى وظيفة جديدة بضعف راتبك، خطط لذلك بأن تمتلك المهارات المطلوبة وتحصل على التعلم المناسب لتستطيع تحقيق هدفك.
تذكير أخير، إن التطور الذي ترغب به في مجال عملك، هو التطور الذي ينتظره مديرك ورئيسك في العمل، إلا أن القرار بالتطور والتحسن لا يمكن أن يتخذه إلا أنت بنفسك، وشرط نجاحك أن تتبع مرحلة القرار ببدء التنفيذ والأخذ بأسباب التميز والتطور الحقيقية، وتحويل أهدافك إلى واقع الحياة، وساعتها تنطلق من عالم الفاشلين القاعدين إلى عالم الناجحين المنطلقين، وأنت أهل لذلك.