مقدمة التقرير
لا زال العالم يشهد تطوراَ كبيراَ في كل جوانب الحياة، ولا زال عالم الأعمال يشهد تطورات متلاحقة، لتكون أبلغ ما تكون عقب عدة سنوات حين تختفي الملايين من الوظائف وتظهر ملايين الوظائف الجديدة.
ونسعد من خلال نافذتنا اليوم أن نشرف بلقاء حمزة صالح رئيس تحرير مجلة مستشارك المهني والمستشار المهني المعتمد من عدد كبير من مؤسسات التوجيه المهني الدولية، والمدرب في مهارات الحياة والتطوير المؤسسي والذي قدم عشرات الدورات لمئات المتدربين حول مفهوم الثورة الصناعية وتناولها بالتأليف والبحث ودرب العشرات على برامج وورش عمل حول وظائف ومهن المستقبل.
بداية ما هي الثورة الصناعية الرابعة، وهل لها علاقة بموضوعنا اليوم موضوع وظائف المستقبل؟
يعد مصطلح الثورة الصناعية الرابعة Industrial Revolution 4.0 الذي يعبرعنه اختصاراً (4IR)، أحد أهم المصطلحات المؤثرة والدالة على التطور الهائل
الذي له أكبر الأثر على واقع المهن والأعمال والوظائف في المستقبل.ويعني مصطلح الثورة الصناعية التطور الهائل منذ انطلاق الثورة الصناعية الأولى
عبر اختراع جيمس وات المحرك البخاري عام 1784، ما أطلق كوامن الاقتصاد العالمي وفي القلب منه الاقتصاد البريطاني.
وبعدها بحوالي 100 سنة تقريباً نهاية القرن الثامن عشر بداية القرن العشرين جاءت الثورة الصناعية الثانية بظهور الكهرباء وتطور وسائل النقل وتطور الاختراعات وبروز أقطاب الصناعة والتجارة العالمية. وفي نهاية الستينيات من القرن الماضي بدأت الثورة الصناعية الثالثة والتي جاءت
وليد طبيعي لتطور الأفكار والدراسات التي ترجمت في ظهور الحاسب الألي وتقنيات الاتصال الحديثة واعتماد كافة مناحي الحياة كالنقل وغزو الفضاء وتطور
الطيران وتدشين شبكة الانترنت وغيرها.
ما أهم مجالات عمل وعناوين الثورة الصناعية الرابعة ؟
تأتي الثورة الصناعية الرابعة بمجالات عمل متنوعة وعناوين عريضة كالذكاء الاصطناعي وتطبيقات البيانات الضخمة وانترنت الأشياء ويقصد به الربط بين
الانترنت والأجهزة بكافة أشكالها، وبداءت بوادر هذه المجالات بظهور الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، ثم ما نتج عن ذلك التطور المذهل ويسير معه جنباً إلى
جنب مجالات صناعة الروبوتات وظهور تطبيقات الطباعة ثلاثية الأبعاد وعلم النانو تكنولوجي وعشرات العلوم الحديثة غيره.
ما هو مفهوم وظائف المستقبل ؟
يعني مفهوم وظائف المستقبل؛ المهن والوظائف التي يحتاج إليها الناس في المستقبل بعد ظهور المجالات الجديدة وليدة الثورة الصناعية الرابعة، وهي الوظائف التي
تنشأ مع تطور الحياة وتتعدد أشكالها وصورها ويبقى منشأها التطور الهائل في حجم المعلومات، وهي الوظائف التي ستحل محل الوظائف التقليدية وتربط بين حاجات
إنسان العصر الجديد ومتطلباته.
هل يمكن أن تذكر لنا عدداً من وظائف المستقبل بصورة مباشرة ؟
مجال الأمن السيراني، الطباعة ثلاثية الأبعاد، صناعة وتشغيل الربوتات، البرمجة ومطورو التطبيقات الذكية، تكنولوجيا البيانات الضخمة، قطاع هندسة الفضاء،
التعدين الفضائي، وظائف أمن وتحليل البيانات، أنظمة الذكاء الإصطناعي، الاندماج النووي، طواقم طائرات الدرون، مهندسوا الطاقات البديلة، واختصاصيوا الاقتصاد الأخضر، خبراء التسويق الرقمي، مجال الصحة الشخصية وعلاج الشيخوخة، الطب الجينومي.
كيف ستؤثر متطلبات السوق على موضوع الدراسة الجامعية ؟
الدراسة الجامعية بل والدراسة بكل المستويات تحتاج إلى فهم طبيعة التطور الهائل في نظم التشغيل وتطور مجالات الأعمال، طبقاً لما أوردته وكالة CNBC الأمريكية فإن عديد المؤسسات العالمية قد وضعت لنفسها استراتيجية توظيف متقدمة، حيث استغنت في الفترة الأخيرة عن الدرجات الجامعية كمتطلب للتوظيف؛ كشركة Apple ومجموعة Alphabet التي تتبعها شركة Google الشهيرة. وطبقاً لبعض المواقع الاخبارية فإن شركة IBM الأمريكية، قامت بتعيين 15بالمائة من قوتها العاملة، من خلفيات غير تقليدية في العام الماضي، وهذه التطبيقات تدفع الإنسان للعمل المختلف على تطوير الذات وامتلاك مهارات العمل والنجاح في
المستقبل.
ماهي المهارات المطلوبة في المستقبل ؟
هناك عدد كبير من المهارات الأساسية والتي تتناسب مع تطور الوظائف وتغير شكلها وبالتالي أسلوب الحياة بالكامل، وأبرز تلك المهارات مهارات القيادة المرنة
وريادة الأعمال، مهارات حل المشكلات المعقدة، مهارات التواصل الفعال، الذكاء العاطفي، مهارات الابتكار والمبادرة، مهارات التعامل مع الأدوات الرقمية،
مهارات تحليل البيانات الضخمة، مهارات اتخاذ القرار في البيئات سريعة التطور،مهارات التعلم الدائم والذاتي.
ماهي الوظائف المتوقع اختفائها، ولماذا ؟
كشف تقرير مستقبل الوظائف 2020 الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، أن التقسيم الجديد للعمل ما بين البشر والآلات سيؤديان إلى تعطيل 85 مليون وظيفة على مستوى العالم بحلول عام 2025، وذلك في مجال الأعمال التجارية المتوسطة والكبيرة عبر 15 صناعة و26 اقتصاداً، وما سرع من عملية التحول تلك ظهور
جائحة «كوفيد – 19» والتي تسببت في تغيير سوق العمل بشكل أسرع من المتوقع.
وأفاد التقرير بأن الطلب على الوظائف في مجالات مثل إدخال البيانات والمحاسبة والدعم الإداري يتناقص، فيما يتزايد الطلب على الأتمتة والرقمنة في مكان العمل، في وقت يعمل أكثر من 80% من رجال الأعمال حول العالم، ممن شملهم استطلاع التقرير، على تسريع خطط رقمنة العمليات في مجالهم وعلى تطبيق تقنيات جديدة.
تشير نتائج الاستطلاع التابع للتقرير إلى أن نحو 43% من الشركات عازمة على تقليص قوتها العاملة بسبب التكامل التكنولوجي، وأن 41% منها تخطط لتوسيع نطاق استخدامها للمقاولين والاستشاريين في الأعمال المتخصصة، بينما تخطط 34% فقط من الشركات التي شملها الاستطلاع لتوسيع قوتها العاملة بسبب التكامل التكنولوجي.
والوظائف المتوقع اختفائها كما ذكرت في عدد من التقارير الدولية لتحليل الوظائف، من ذلك عمل السائقين، موظفو الصرافة النقدية، المحصلون الماليون، وعمال النظافة، عاملو توزيع الصحف، الطيارون، قارئو العدادات، عمال المصانع، مكاتب وكالات السفر، الصحافة الورقية والصحفيون التقليديون، المحاسبون، وظيفة
البيع عبر الهاتف، عاملو خطوط الإنتاج، شرطي المرور، المراسلون الصحفيون ولكن لماذا؟
لأن الاختفاء والإندثار مرتبط بالوظائف التي يستطيع الربوت القيام بها بنفس الكفاءة، أو تستطيع عملية الأتمتة فعله دون الرجوع للعنصر البشري، وكذلك معظم
الأعمال التي تحتاج إلى جهد بدني كبير.
هل اندثار بعض المهن البسيطة سيتسبب في زيادة نسبة البطالة ؟
لابد أن نذكر أنه مع توقع اختفاء عدد كبير من الوظائف، إلا أن هناك التأكيد على بروز الحاجة لعديد المهن والوظائف بل والمجالات الجديدة في سوق العمل،
وفي نفس التقرير الذي ذكرته منذ قليل “تقرير مستقبل الوظائف 2020 الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي” فقد تتوقع التقرير أن تظهر 97 مليون وظيفة
جديدة في مجالات اقتصاد الرعاية، وتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الصناعي، وإنشاء المحتوى، والتي بدورها ستستوعب الخريجين من الطاقات
المختلفة والمواهب الانسانية المتعددة.
ما هي المصادر التي اعتمدتم عليها لبناء هذه التوقعات ؟
هناك عدد كبير من الدراسات والتقارير التي أعتمدنا عليها، ومن ذلك تقرير خبير الاستشراف الدولي توماس فري والمترجم عبر مؤسسة استشراف المستقبل بأبو
ظبي، وتقرير مستقبل الوظائف 2020 الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، دراسة وظائف المستقبل الصادر عن منتدى الرياض الاقتصادي، مجلة مستشارك
المهني عدد فبراير 2021. ما معنى مصطلح التخطيط المهنى للطلاب ؟ هل لديكم نصيحة للطلاب في كيفية اختيار نوع دراستهم الجامعية ؟ ولكن عندي نصيحة لابد أن يفكر الطلاب كثيراً قبل اختيارهم للمسار الدارسي أو الكلية ونوع التخصص الدراسي بالجامعة حيث سيكون هناك عالم جديد من الأعمال يحتاج إلى اختيار دقيق وإكتساب عدد من المهارات التي غالباً لا تقدم في المدارس والمعاهد العلمية المختلفة.
هل هناك علاقة بين نظم التعليم والتفاعل الإيجابي مع تغيرات سوق العمل؟