إدارة الوقت لتحسين القراءة

أكتوبر 24, 20230
إدارة الوقت

السؤال:

اسال الله ان يوفقكم يا حي يا قيوم الله يعطيكم العافية، ابي استفسر كيف انظم وقتي في القراءة مابين الوظيفة والبيت والزوج ؟؟ مع العلم ان عملي مدته 8 ساعات وطبيعة العمل اداري.
—————————————————

الإجابة:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وأله وصحبه ومن والاه وبعد
أختي الكريمة : أهلا ومرحبا بك في موقعك “مستشارك الخاص”، كما أشكر ثقتك فيما نقدمه من النصح والفائدة وأسأل الله أن تجدي في تلك الكلمات والنصائح غايتك التي تطلبين.

أختي الكريمة : قرأت رسالتك وأول ما وجدته فيها وأشكركي عليه رغبة عظيمة في اعطاء مزيد من الوقت والجهد ” للقراءة “والتي هي نعمة من أغلي نعم الله علي المرء، فبها تزيد المعرفة وتتعمق الثقافة وتُفهم الحياة ويدخل بها المرء عالما غير محدود بزمان ولا مكان من المشاهد والرؤي وينال بها بركة الفهم وتمام الحظ من العلم.

أختي الكريمة : إن وضع القراءة كأولوية من أولوياتك خلال الفترة المقبلة يستلزم تحديد باقي الأولويات والتي ستصرفين وقتك وجهدك فيها، فالعمل وإتقانه يستلزم وقت وأداء الفروض المنزلية تجاه البيت بصورة عامة وتجاه زوجك بصورة خاصة كذلك تحتاج وقت، ثم الأولويات الأخري كالواجبات الإنسانية والدعوية والعبادية والإجتماعية وغيرها.

أختي الكريمة : لنجاحك في إعطاء أهمية أكبر للقراءة – كزيادة الوقت المتاح لها – بل ولتعظيم قدر الإستفادة بها عليك بخطوات هامة :
– الأوقات الفاضلة للقراءة: عليك بتحديد أوقات القراءة المناسبة والتي لا تتعارض مع ما يفترض عليك عمله ( والحكمة تقول أن دقائق بدون إزعاج وفي نشاط مثمرة عن ساعات يملاءها الإنشغال والكسل ) والوقت كلما قل وجب إستثماره بصورة أكبر ويكون ذلك حسب ما تم تحديده من الأولويات علي شرط أن يكون لك في كل يوم وقفة مع القراءة وإن قل وقتها عن المعتاد.
– أوقات مقترحة: حسب ما اطلعت عليه من معلومات حول وقتك، فإنني أجد من المناسب جعل القراءة بعد صلاة الفجر حتي وقت الإفطار وبدء الدوام ولا مانع من اصطحاب بعض الكتب معكي في العمل لإستثمار الأوقات البينية في القراءة ثم يتبع ذلك استثمار الأوقات البينية بعد العودة للبيت والغداء وتنفيذ باقي أولوياتك الحياتية وأهم الأوقات التي يجب عليكي استغلالها ساعة ما قبل النوم مباشرة وتكون القراءة في مكان هادئ ومنفصل علي التلفاز والهاتف وغيرهما من وسائل التشويش المختلفة.
– منهجية القراءة الناجحة: والمقصود وجود منهجية متكاملة تبدأ بتحديد الهدف من القراءة والإحاطة بأنواع القراءة المختلفة ثم تحديد الأقسام المستهدفة – أبواب العلوم المختلفة – ثم دورية القراءة ووضع خطة طويلة المدي وتعظيم الإستفادة من القراءة بطرق عدة.
– تحديد هدف القراءة وأنواعها: يخطئ الكثيرين في إعتبار القراءة الناجحة هي إتمام الكتاب من بدايته إلي نهايته مغفلين أنواع القراءة المختلفة فللقراءة أنواع ليست كلها تُعني بالقراءة الكاملة للكتاب المقروء ومن ذلك القراءة التصفحية وهي معرفة عامة لما بالكتاب قبل قراءته ولا يشترط الإلمام بكل ما فيه، ومنها القراءة البحثية وهي تركز حول إيجاد نقطة محددة ولا تعني بالضرورة قراءة الكتاب بكامله، وعليك قبل بدء قراءة أي كتاب أن تحددي الهدف من وراء تلك القراءة ونوعها سواء كانت تصفحية أم بحثية أم قراءة كاملة لكل ما بالكتاب.
– خطة القراءة: بحيث تحددين ما ترغبين في قرئته خلال السنة القادمة وتقسمين تلك العناوين والكتب علي شهور السنة بحيث تقرئين علي الأقل كتاب كل أسبوع وذلك معدل جيد للمبتدئين والمنشغلين فإذا ما أعجبك شئ من الكتب أو الدراسات ونويت اقتناءه والشروع في قرأته فعليك أن تكتبيه في خطتك أولا وتدرجين له وقتاً معلوماً.
– شرط التوازن: وهي منهجية تعتمد علي تقسيم المستهدف بين علوم التخصص ( تخصصك المهني والدراسي الذي ترغبين في تنميته ) وعلوم الحياة وقبلهما العلوم الشرعية ولا يشترط أن تشمل خطة الشهر كل تلك العلوم ولكنها أبعاد الإختيار لما تقرئيه.
– منهجية الإختيار: أحياناً ما يكون المرء مشغوفا بعنوان ما أو متعجل في قراءة كتاب جذبه عنوانه وهذا خطأ في الإختيار وستكون نتيجة تلك العجلة عدم إكمال الكتاب المقروء، ولكن الأداء المنهجي هو أنك ما إن تجدي في نفسك محبة لقراءته أن تكتبي عنوانه لتضعيه في خطة القراءة للشهر القادم وعليك أن لا تعجلي بالقراءة لكل ما تقع عليه عينك فالنوعية قبل الكمية، وعليك أن تختاري من تقرائي لهم بعناية عبر اختيار الأعمق فهما والأمضي أثراً.
– أهمية التلخيص: وهي النقطة التي يغفل عنها الكثيرون ومرجع ذلك لسعادتهم بسرعة انهاء الكتاب المقروء دون وجود ملخص لما فهمه القارئ، وترك التلخيص يضيع عليكي كثير من الفوائد من وراء قراءتك، والتلخيص علاج بديل لتكرار القراءة فيكفيك أن تعودي لما لخصته ليسهل عليك استيعاب أهم أفكار الكاتب وأهم ما ورد بالكتاب.
– تطبيق التلخيص: وهو أن تعمدي إلي مفكرة تخصصيها لتلخيص ما تقرائيه حيث تنقلي فيها العناوين الرئيسية للكتاب وأهم ما ورد به من أفكار وكلمات ومعاني، مع ذكر موضعها وذلك للعودة إليها عند الحاجة وهذا ينجح كثيرا جداً في حالة الكتب العملية والتنموية أما الكتب الأدبية فسيكون النقل منها أصعب ولكن ذلك لا يمنعك من العودة لقراءتها مرة بعد مرة.
– عدم الإستكمال: أحياناً وبعد الشروع في قراءة كتاب لا تجدين شوقاً لإستكماله ويرجع ذلك للخطأ في إختيار الكتاب المقروء لذا أوقفي القراءة وأعيدي النظر في منهجية الإختيار ونوع القراءة.

أختي الكريمة : أوصيكي بتتبع منهجية القراءة الناجحة التي أرشدتكي إليها، وأن لا تشغلكي أنواع القراءات المختلفة عن إتمام واجب القرآن عليكي من التلاوة والفهم والتدبر وأن تجعلي أعظم قراءتك لتدبر كتاب الله وفهم أياته ثم تناول علوم تخصصك والكتب الدراسية التي تؤهلك لبلوغ قدر أكبر من الفهم تجاه عملكي وتجويد ما يؤكل إليك من مهام وأعمال.

ختاماً : أدعو الله أن يهديك لما يحبه ويرضاه وأن يسعدكي في كل ما تقومين به وأن ينعم عليك بنعمة الفهم لكل ما تقرئين، إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه وتعالي.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها *