يعرض كوفي عادة ثامنة في كتابه (العادة الثامنة) وهي إضافة لعاداته السبع الشهيرة. وتدور العادة الثامنة حول العثور على دورك في الحياة ومساعدة الآخرين على القيام بنفس الشيء. فهل هناك دور توصلت إليه ؟ وبذلك يقدم كوفي عادة ثامنة شاملة لكل العادات السبع الأخرى تقريبا.
فهي تخاطب الجزء المعنوي في الشخصوالقائد ، ليحقق نجاحه ونجاح الآخرين معه أيضا. وإذا كانت العادات السبع الأولى قد دارت حول الفعالية، فإن
هذه العادة الثامنة تنتقل بصاحبها إلى مستوى جديد أعلى، هو مستوى الرقي الذي هو تطور أعلى للفعالية.
تقوم العادة الثامنة التي يستعرضها كوفي هنا على أساس موازنة الموهبة والحاجة والضمير والعاطفة، ونلاحظ أن هذه هي أسس الحياة الإنسانية. وكثيرا ما تطغى زاوية من تلك الزوايا على الأخرى، مما يؤثر في حياتنا، ويجعلها غير متوازنة. ويؤثر فينا عدم التوازن هذا بدوره، فيجعلنا أقل إنتاجية وفعالية، أي أقل نجاحا، وبدلا من أن نزداد مستوى أعلى ، تجدنا نتدهور ونتراجع.
ووجهة نظر كوفي في هذا التطور هي أن الفعالية لم تعد خيارا في هذا الزمن، بل واجبا يحدد بقاء الشركات ونجاح الأفراد من عدمه، ولكن الأمر لا يجب أن يقف عند هذا الحد. فمتطلبات عصر “عامل المعرفة” تدعو إلى تطور الفعالية لتصل إلى درجات أعلى، ولتكون كبيرة حقيقة.
والفرق بين الرقي والفعالية أن الفعالية تخص الفرد نفسه وتطوره الشخصي، بغض النظر عن تأثيره على الآخرين. أما الرقي فتخص بالضرورة علاقة الفرد بالغير، خاصة تأثيره الايجابي عليهم. وبذلك يعني الرقي الإشباع والإرضاء ، والتنفيذ بحماس وانفعال صادق ، والأهم: المساهمة الإيجابية في حياة الآخرين.
وبسبب التطور السريع الذي شهده العالم خلال الخمسة عشر عاما منذ إصدار كتاب “العادات السبع” ، يرى كوفي أن الأمر أصبح يتطلب عادة ثامنة، تشمل تركيبة ذهنية جديدة، ومهارات جديدة، وأدوات جديدة للعمل والإنتاج والإبداع. فالتحدي الحقيقي لهذا العصر هو أن تُفعل وجودك، وأن تخرج من إطارك الضيق لتنفتح على
الآخرين بإيجابية، وتساعدهم على أن يعثروا بدورهم على سبب وجودهم في حياة الآخرين.
وقد أيدت الأبحاث النفسية ما توصل إليه كوفي من أن الإنسان لا يسعد فقط بتقديم مساهمات إليه، بل يسعده ويرضيه أكثر أن يقدم إسهامات ومشاركات ايجابية في حياة الآخرين، فالإحباط والتشاؤم والشعور بعدم التقدير الذي ينتاب الكثيرين لا يحدث بسبب عدم تلقيهم لأي إسهام ايجابي، بل بسبب عدم قيامهم بأي إسهام ايجابي في
حياة الآخرين، والدليل على ذلك أن هؤلاء أنفسهم تتغير نظرتهم للحياة تماما عندما يقدمون إسهاما أو مشاركة ايجابية في حياة الغير. إذ يستشعرون أن هذا هو الهدف الأسمى لحياتهم، والذي يمنحها معنى كان ناقصا فيها.
وتحل العادة الثامنة التي يقدمها كوفي معضلات كثيرة يواجهها مجتمعنا، مثل:
– رغبة الفرد في العثور على سلام ووئام داخلي، مع الحفاظ على علاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين.
– العلاقات الاجتماعية يجب أن تقوم على الثقة ، في حين يفكر معظم الناس من منظور (الأنا) ، سواء في الحياة الشخصية او العملية.
– رغبة الإدارة في الحصول على أكبر قدر من مجهودات العاملين وإنتاجيتهم بأقل مقابل ممكن ، وذلك عكس رغبة العاملين. ونلاحظ أن كليهما لا يفكر في صالح العمل ، بقدر ما يفكر في صالحه الشخصي وحيزه الضيق.
ومن خلال هذه العادة الجديدة يقدم كوفي للقادة في كل مكان أربعة أدوار جديدة هي:
* وضع النموذج والقدوة.
* إيجاد الطريق والتوجه السليم.
* عقد التحالفات لصالح الغير.
* تمكين الأفراد ومساعدتهم على التطور والتقدم.
وإذا كان لهذه الأدوار الجديدة تأثير فعال في تغيير الشركات ، فإنها على المستوى الشخصي تحول الفرد من ” منفذ وتابع لرغباته الشخصية ” إلى ” قادر على التنفيذ والفعل من أجل الآخرين “. وبذلك يجد الفرد هدفا أسمى لحياته، ينتقل به الى مستوى آخر من العطاء والإشباع في آن واحد.
إلي اللقاء في ملخصات أخري هدية وحبا لكم.